للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامساً: شبهات وردود حول الاغتيالات.

استدل المجيزون للاغتيالات بعدة أدلة، لا ترقى للاستدلال بها، مقابل النصوص القطعية من الكتاب، والسنة الصحيحة، وإجماع علماء الأمة؛ ولذا جعلها الباحث شبهات، وأورد لها الردود من كلام المعتبرين من أهل العلم قديما وحديثا في البندين التاليين:

البند الأول: شبهات المجيزين للاغتيالات.

[١ - قصة قتل كعب بن الأشرف]

في حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - ما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من لكعب بن الأشرف؛ فإنه آذى الله ورسوله، فقال محمد بن مَسلمة فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال نعم، قال: فأذن لي أن أقول شيئا، قال: قلُ، فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وإنه قد عنانا، وإني قد أتيتك أستسلفك، قال: وأيضا والله لتملنّه، قال: إنَّا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه وقد أردنا أن تسلفنا وسقا، أو وسقين، فقال: نعم، ارهنوني، قالوا: أي شيء تريد، قال: فارهنوني نساءكم، قالوا: كيف نرهنُك نساءنا وأنت أجمل العرب، قال: فارهنوني أبناءكم، قالوا كيف نرهنك أبناءنا فيسُب أحدهم، فيقال رهن بوسق، ... أو وسقين هذا عار علينا، ولكن نرهنك الَّلأمة- يعني السلاح- فواعده أن يأتيه فجاء ليلا ومعه أبو نائلة، وهو أخو كعب من الرضاعة، فدعاهم إلى الحصن، فنزل إليهم، فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟

فقال: إنما هو محمد بن مَسلمة وأخي أبو نائلة، إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب، قال: ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين، فقال: إذا ما جاء فإني قائل بشعره فأشتمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه فقال: أتأذن لي أن أشم رأسك، قال: نعم، فشمه ثم اشتم أصحابه؛ ثم قال، أتأذن لي، قال: نعم، فلما استمكن منه، قال: دونكم فقتلوه، ثم أتوا النبي ص فأخبروه ". (١)


(١) صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب مقتل كعب بن الأشرف، ج ٥، ص ١١٥ - ١١٦، برقم ٤٠٣٧، وصحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب مقتل كعب بن الأشرف طاغوت اليهود، ج ٣، ص ١٤٢٥ - ١٤٢٦، برقم ١٨٠١.

<<  <   >  >>