للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لنْ يَسْمَعَ الأحمقُ مِنْ واعِظٍ ... في رَفْعِهِ الصَّوتَ وفي هَمْسِهِ

لن تَبْلغَ الأعداءُ مِن جَاهِلٍ ... مَا يبلغ الجاهِلُ مِنْ نفسِهِ

وشرّ الجهّال لا ينقضي أبد الآباد، والبليّة لا يخلو زمان منهم، وإذا حدثت الفتنة وكانوا فيها، فإنَّ أعقل العقلاء من العلماء الأجلاء لا يستطيع تسكينها.

"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَزِلَّ أَوْ نَضِلَّ، أَوْ نَظْلِمَ أَوْ نُظْلَمَ، أَوْ نَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا " (١).

المنجى من الفتن والمخرج من المحن

أرشدنا الله تعالى في كتابه إلى ما يعصمنا من الفتن، وأوَّل العواصم الاعتصام بالله وبكتابه، قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (١٧٥)} [النِّساء]، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)} [الحجّ].

والاعتصام بالكتاب يحتاج إلى أنْ نتدبَّر آيَ القرآنِ، ففيه نبأ ما كان قبلنا وحكم ما بيننا، وأن نَنْظُرَ سُنَّةَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وما فيهما من بيان، فما عَلِمْناه نعمل به، وما جهلناه نردُّه إلى العلماء الموثوق بدينهم، فليس بعد الإيمان أحسن من الفهم عن الله ورسوله، ولذلك قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٤٣)} [النّحل].


(١) أحمد "المسند" (ج ١٨/ص ٢٧٨/رقم ٢٦٤٩٥) وقال المحقّق: إسناده صحيح. وأخرجه التّرمذي في "السّنن" (م ٥/ص ٤٩٠/رقم ٣٤٢٧) كتاب الدَعوات، وقال: حسن صحيح.

<<  <   >  >>