قال ابن الجوزي في تفسيره ٧/ ٣٤٧: قال أبو عبيدة: كان يسمى تبعًا؛ لأنه يتبع صاحبه، وقال مقاتل: إنما سمي تبعًا لكثرة أتباعه. وقد ذكره الله تعالى في القرآن، في سورة الدخان، ٢٧: {أَهُمْ خَيرٌ أَمْ قَومُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}، وأكثر المفسرين على أن تبعًا كان مؤمنًا وقومه كافرين، لذلك ذم الله قومه ولم يذمه. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أدري أَتُبَّع لعين هو أم لا؟ وما أدري أَعُزَيْرٌ نبي هو أم لا؟)). أخرجه أبو داود، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. قال ابن عساكر: وهذا الشك من النبي الله صلى الله عليه وسلم كان قبل أن يتبين له أمره، ثم أخبر أنه كان مسلمًا، واختاره ابن كثير في التفسير، ومشى عليه ابن حجر في الفتح، وجاء من حديث عائشة أنها قالت: ((كان تبع رجلاً صالحًا، ألا ترى أن الله - عز وجل - ذم قومه ولم يذمه)). أخرجه الحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي. انظر: مسند أحمد ٥/ ٢٤٠، وسنن أبي داود، في السنة، باب التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، برقم ٤٦٧٤، ومستدرك الحاكم ٢/ ٤٥٠، وتاريخ ابن عساكر ١١/ ٣ وما بعدها، وفتح الباري ٨/ ٥٧١، وتفسير ابن كثير ٤/ ١٥١. (٢) في (ج): بياض مكان (قباء والحرار)، وفي (د): (قناه). وقباء: بالضم والقصر، وقد يُمدُّ، وأنكر البكري القصر، ولم يحكِ القالي سوى المد وقال الخليل: هو مقصور، قرية قبلي المدينة. وقال ابن جبير: كانت مدينة كبيرة متصلة بالمدينة المقدسة، والطريق إليها من حدائق النخل، قلت: وهي في الأصل اسم بئر هناك عرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار، وهي على ميلين من المدينة، على يسار القاصد مكة، بها أثر بنيان كثير، وهناك المسجد الذي أسس على التقوى. معجم البلدان ٤/ ٣٠١ - ٣٠٢. بتصرف عن المغانم المطابة في معالم طابة للفيروزآبادي ٣/ ١٠٠٨ و ١٠٠٩. (٣) الحرار: جمع حَرَّة، لأرض ذات حجارة نخرة سود. معجم البلدان ٢/ ٢٣٤. القاموس المحيط للفيروزآبادي، ص ٣٧٤.