للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي مسلم (١) أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن طلقها زوجها ولم يمسها، فأي تأجيل سيكون ها هنا؟ (٢)

٤. أن هذا الحديث دليل عليهم لا لهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: "أتحبين أن ترجعي إلى رفاعة"، ففيه دليل على أن شكواها يوجب الفراق، ولأنه قد ناكرها فى ذلك (٣).

• ما استدللتم به من قول علي رضي الله عنه"اصبري، فإن الله لو شاء ابْتَلَاكِ بأشدَّ من ذلك" مردود بالآتي:

١. بأن هانئ بن هانئ مجهول كما قال ابن المديني (٤)، وقال الشافعي: أن هانئاً لا يُعرف وأن أهل العلم لا يثبتون هذا الحديث لجهالتهم بهانئ فالحديث ضعيف (٥)، لا يحتج به.

٢. إن صح الحديث فمعناه: أنه قد كان أصابها قبل ذلك (٦) , فالزوج ليس بعنين.

• الراجح:

الراجح _ والله أعلم _ هو التفصيل في حالة العنين:


(١) الحديث في مسلم: "عن عائشة، قالت: طلق رجل امرأته ثلاثا، فتزوجها رجل، ثم طلقها قبل أن يدخل بها، فأراد زوجها الأول أن يتزوجها، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: "لا، حتى يذوق الآخر من عسيلتها ما ذاق الأول" انظر: صحيح مسلم، (ح ١٤٣٣)، ٢/ ١٠٥٧.
(٢) انظر: الاستذكار لابن عبد البر ٥/ ٤٤٦، فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر ٩/ ٤٦٨.
(٣) انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض ٤/ ٦٠٨.
(٤) علي بن عبد الله بن جعفر المديني، أمير المؤمنين في الحديث، ولد سنة إحدى وستين ومائة، كان علماً في معرفة الحديث والعلل، وله تصانيف كثيرة منها: الأسامي والكنى، الضعفاء، الطبقات، المدلسون، وغيرها، توفي بسامراء سنة أربع وثلاثين ومائتين. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي ١١/ ٤١.
(٥) انظر: الجوهر النقي على سنن البيهقي لابن التركماني ٧/ ٢٢٧؛ إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل للألباني ٦/ ٣٢٤.
(٦) انظر: الاستذكار لابن عبد البر ٦/ ١٩٣.

<<  <   >  >>