قد استدرك فيه على أئمة هذا العلم أشياء تم عليهم السهو فيها ونبه على أشياء غفلوا عنها ولم يحيطوا بها معرفة ووجدته كبيراً فظننت أنه قد استوعب ما يحتاج إليه في هذا المعنى ولم يدع بعده لمتتبع حكماً ولما دعي به فأجاب
قال لي بعض المتشاغلين والمعتنين بهذا العلم لقد تَعِبَ الخطيب وأتعب وتعب بما جمعه وأتعب من أراد أن يعرف الحقيقة في اسم لأنه يحتاج أن يطلبه في كتاب الدارقطني فإن لم يجده ففي كتابي عبد الغني فإن لم يجده ففي كتاب الخطيب ثم يحتاج أن يُفسر طبقاته أيضاً فيمضي زمانه ضياعاً ويصير ما أريد من إرشاده تضليلاً
فلو أنك جمعت شمل هذه الكتب وجعلتها كتاباً واحداً
حُزتَ الثواب ويسرت على مبغي العلم الطلاب
وراجعني في ذلك مراجعة تحرمت لها وأوجبت له فيها رعايةً لحقه ورغبة في مساعدته واغتناماً للأجر في إفادة مسترشده وتعليم جاهل ومعرفة طالب وبدأت بالنظر في كتاب الخطيب فوجدته يذكر في أوله
أنه قد جمع فيه من مؤتلف أسماء الرواة وأنسابهم ومختلفها ومما تتضمن كتب أصحاب الحديث من ذلك وإن لم يكن المذكور راوياً ما شذ عن كتابي أبي الحسن علي بن عمر وأبي محمد بن عبد الغني بن سعيد المصنفين في المؤتلف والمختلف وفي مشتبه النسبة
وأنه يذكر ما رسم فيهما أو في أحدهما على الوهم ودَخَلَ على مدونه فيه الخطأ والسهو ويبين فيه صوابه ويورد شواهده ويذكر صحيح ما اختلفوا فيه مما انتهى إليه علمه ويُقِرُّ ما أشكل عليه من ذلك لينسب كل قول إلى صاحبه وجعله خمسة فصول