أخبرنا ابن الفضل أنبأ علي بن إبراهيم ثنا أبو أحمد بن فارس البخاري ثنا أبو عاصم أنبأ عبد الحميد سمع عيسى بن علي عن نافع بن بشير السلمي عن أبيه عن النبي ﷺ(تخرج نار من حُبشي سَيَل) كذلك رواه لنا ابن الفضل القطان من أصل كتابه عن نافع بالنون وقال من حُبشي بالشين المعجمة بعدها ياء
قال علي بن هبة الله وقوله ابن نافع وهم قبيح وقد كان يجب عليه أن يقول كذا وقع في كتابه وهو وهم وصوابه رافع وكذلك ذكره البخاري في تاريخه بالراء في رواية محمد بن سهيل المقرئ عنه وفي رواية مسبح بن سعيد وكذلك رواه عن عبد الحميد بن جعفر عبيد الله بن موسى وأبو عاصم النبيل وعثمان بن عمرو وعلي بن ثابت الجزري ولم يختلفوا في أنه رافع ثم ذكر الخطيب بعد ما تقدم ذكره ما قاله أبو القاسم البغوي في معجمه وساق طرقه التي ذكرها والخلاف في أنه
بشَيْر أو بَشِير أو بِشر أو بُسْر
ولما فرغ من كلام البغوي قال قلت فكيف استجاز أبو الحسن أن يطلق القول في أنه بشَيْر دون غيره مع هذا الخلاف الكثير فيه وكان بين الاختلاف فيه أو بقوله قد اختلف فيه إن لم ينشط لبيانه لأنه لا يؤمن أن يقع بعض هذه الروايات إلى غيره فيغيره ويرده من بشير أو بشر أو بُسْر إلى بشير اعتماداً على قوله وتعويلاً على ما ضمنه كتابه قلت وجميع ما ذكره صحيح إلا أنه لا يجوز أن يُجمع في أغلاطهمابل لو جمعه في ما قصرا في شرحه وبيانه لجاز ولو ثبت أنه بشير أو بشر أو بُسْر لكان قد وهما مع قيام الاختلاف وعدم الترجيح لأحد الأقوال لا يكون قولهما وهماً ومن اعتبر ذلك فقد وهم على أن الخطيب قد نسي ما فعله في هذه الترجمة وهو أنه روى عن ابن الفضل عن البخاري عن ابن فارس عن البخاري عن عبد الحميد بن عيسى عن نافع بن بشير وقوله كذا رواه لنا ابن الفضل من أصل كتابه عن نافع بالنون وأنه لم يقل هو وهم ولم يبين صوابه وهو بالاتفاق غلط وقع من النقل ولم يقله البخاري ولا غيره وقد كان يجب عليه ذلك كيلا يظن ظان أنه قد روى أو أنه خلاف في اسم هذا الرجل وليس هو شيء من ذلك والله الموفق للصواب