للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خيراً رأيت وكل ما أبصرته ... ستناله مني برغم الحاسد

إني لأرجو أن تكون معانقي ... فتبيت مني فوق ثدي ناهد

وأراك بين خلاخلي ودمالجي ... وأراك فوق ترائبي ومجاسدي

فبلغ الخليفة خبرهما فأنكحهما وأحسن إليهما على شدة غيرته.

وقال أبو الفرج بن الجوزي سمع المهلب فتى يتغنى في جارية له فقال المهلب.

لعمري إني للمحبين راحم ... وإني ببر العاشقين حقيق

سأجمع منكم شمل ودّ مبدّد ... وإني بما قد ترجوان خليق

ثم وهبها له ومعها خمسة آلاف دينار وروى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه جاءته جارية تستعدي على رجل من الأنصار فقال لها عثمان ما قصتك فقالت يا مير المؤمنين أحب ابن أخيه فما أنفك أراعيه فقال له عثمان أما أن تهبها لابن أخيك أو أعطيك ثمنها من مالي فقال أشهدك يا أمير المؤمنين أنها لابن أخي، وأتى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بغلام من العرب وجد في دار قوم بالليل فقال له لست بسارق ولكني أصدقك.

تعلقت في دار الرياحي خودة ... يذل لها من حسنها الشمس والبدر

لها في بنات الروم حسن ومنصب ... إذا افتخرت بالحسن صدقها الفخر

فلما طرقت الدار من حر مهجة ... أبيت وفيها من توقدها جمر

تبادر أهل الدار بي ثم صيحوا ... هو اللص محتوماً له القتل والأسر

فلما سمع علي شعره رق له وقال للمهلب اسمح له بها ونعوضك عنها فقال يا أمير المؤمنين اسأله لنعرف نسبه فقال النهاش بن عتبة العجلي فقال خذها فهي لك.

وحكى التميمي في كتابه امتزاج النفوس أن معاوية بن أبي سفيان اشترى جارية من البحرين فأعجب بها إعجاباً شديداً فسمعها يوماً تنشد أبياتاً منها.

وفارقته كالغصن يهتز في الثرى طريراً وسيما بعدما طرشار به فسألها فقالت له هو ابن عم لي فردها إليه وفي قلبه منها شرر النيران وذكر الخوائطي أن المهدي خرج إلى الحج حتى إذا كن بزبالة وجلس يتغدى إذا بشاب بدوي دخل عليه وبكى وقال يا أمير المؤمنين إني عاشق ورفع صوته فقال للحاجب ويحك ما هذا قال إنسان يصيح أني عاشق قال أدخلوه فأدخلوه فقال من عشيقتك قال ابنة عمي قال ألها أب قال نعم قال فماله لا يزوجك بها قال ههنا شيء يا أمير المؤمنين قال ما هو قال إني هجين والهجين الذي أمه ليست بعربية قال له المهدي فما يكون قال إنه عندنا عيب فأرسل في طلب أبيها فأتى به فقال هذا ابن أخيك قال نعم قال فلم لا تزوجه كريمتك فقال له مثل مقالة ابن أخيه وكان من أولاد العباس عنده جماعة فقال هؤلاء كلهم بنو العباس وهم هجن فما الذي يضرهم من ذلك قال هو عندنا عيب فقال له المهدي زوجه إياها على عشرين ألف درهم عشرة آلاف للعيب وعشرة آلاف مهرها قال نعم فحمد الله وأثنى عليه وزوجه إياها وأتى ببدرتين فدفعهما إليه فأنشأ الشاب يقول:

ابتعت ظبية بالغلاء وإنما ... يعطي الغلاء لمثلها أمثالي

وتركت أسواق القباح لأهلها ... إن القباح وإن رخصن غوالي

وعرض خالد بن عبد الله القسري سجنه يوماً فكان فيه يزيد بن فلان العجلي فقال له خالد في أي شيء حبست يا يزيد قال تهمة أصلح الله الأمير قال أفتعود إن أطلقتك قال نعم أيها الأمير وكره أن يعرض بقصته لئلا يفتضح معشوقه فقال خالد حضروا رجال الحي حتى نقطع يديه بحضرتهم وكان ليزيد أخ فكتب شعراً ووجه به إلى خالد.

أخالد هذا مستهام متيم ... رمته لحاظ أنه غير سارق

اقر بما لم يأته المرء إنه ... رأى القطع خيراً من فضيحة عاتق

ولو الذي قد خفت من قطع كفه ... لألفيت في أمر له غير ناطق

إذا أبدت الرايات للسبق في العلا ... فأنت ابن عبد الله أول سابق

فلما قرأ خالد الأبيات علم صدق قوله فأحضر أولياء الجارية فقال زوجوا يزيد فتاتكم فقالوا أما وقد ظهر عليه ما ظهر فلا فقال إن لم تزوجوه طائعين لتزوجونه كارهين فزوجوه ونقد خالد المهر من عنده وذكر أحمد بن الفضل الكاتب أن غلاماً وجارية كانا في كتاب فهواها الغلام فلم يزل يتلطف بمعلمه حتى صيره قريباً منها فلما كان في بعض أيامه في غفلة من الغلمان كتب في لوح الجارية.

<<  <   >  >>