للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الآية، فليرددها» (١).

ومن الْمُعِينات على تدبر القرآن: الإقبال عليه، واستشعار القارئ أنه مُخَاطَبٌ به، فإنَّ ذلك مِن دواعي الفتوحات فيه.

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - مستشعرًا ما أفاض اللهُ على قلبِه مِن الفتوحاتِ العظيمة والاستنباطات البديعة، وذلك في أثناء سجنه وخلوته بربِّه، وإقباله التام على القرآن-: «قد فتح اللهُ عليَّ في هذا الحصن في هذه المرة مِن معاني القرآن، ومِن أصول العلم بأشياء، كان كثيرٌ من العلماء يتمنونها، وندمتُ على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن» (٢).

وقال تلميذه ابن القيم - رحمه الله -: «إذا أردتَ الانتفاعَ بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألقِ سمعك، واحضُر حضور مَن يخاطبه به مَن تَكَلَّمَ به سبحانه منه إليه، فإنه خطابٌ منه لك على لسانِ رسولِه، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ


(١) مختصر منهاج القاصدين ص (٥٣).
(٢) ذيل طبقات الحنابلة (٤/ ٥١٩).

<<  <   >  >>