للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:٣٧]، وذلك أنَّ تمامَ التأثير لَمَّا كان موقوفًا على مُؤَثِّرٍ مُقْتَضٍ، ومَحَلٍّ قابلٍ، وشرطٍ لحصول الأثر، وانتفاء المانع الذي يمنع منه؛ تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأَبْيَنِهِ وأَدَلِّهِ على المراد.

فإذا حصل الْمُؤَثِّر: وهو القرآن، والمحل القابل: وهو القلب الحي، وَوُجِدَ الشرط: وهو الإصغاء، وانتفى المانع: وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب، وانصرافه عنه إلى شيءٍ آخر؛ حصلَ الأثر: وهو الانتفاع والتذكر» (١).

إنَّ مِنَّةَ الله علينا عظيمة، حين أَذِنَ لمخلوقات ضعيفة مثلنا، أن تناجيه من خلال كلامه العظيم، قال ابن الصلاح - رحمه الله -: «ورد أن الملائكة لم يُعطُوا فضيلة قراءَة القُرآن، وهي حريصة لذلك على استماعه من الإنس، فإذن قراءة القُرآن كرامة أكرم الله بها الإنس، غير أن المُؤمنينَ من الجن بلغنا أنهم يقرؤونه، والله أعلم» (٢).


(١) الفوائد ص (٣) مختصرًا.
(٢) فتاوى ابن الصلاح (١/ ٢٣٤)، وينظر: الإتقان في علوم القرآن (١/ ٢٩١).

<<  <   >  >>