للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذكر أسماء الله الحسنى وعظمته وجلاله؛ انخلع قلبُه إجلالًا لله وتعظيمًا له، يتلو قول الله سبحانه: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزُّمَر: ٦٧]، فتنساب إلى قلبه مشاعرُ من تعظيم الله وإجلاله، مشاعر فياضة تستخرج رواسب التعلق بالدنيا والإخلاد إليها، فلا يبقى في القلب سكنٌ لغير إجلال الله.

يقرأ قوله سبحانه: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: ٥٩]، يتأملُ هذه الآية ويقف عند معانيها فتستجيشُ في قلبه أطياف الشعور بعظمة هذا الكلام وعظمة المتكلِّم به سبحانه.

إنه «كلام الله، وقد تَجَلَّى الله فيه لعباده بصفاته، فتارة يَتَجَلَّى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع الأعناق، وتنكسر النفوس، وتخشع الأصوات، ويذوب الكِبْرُ كما يذوب الملح في الماء، وتارة يَتَجَلَّى في صفات الجمال والكمال، وهو كمال الأسماء وجمال الصفات وجمال الأفعال

<<  <   >  >>