وتمجيده والثناء عليه، وهذه سمة المؤمن في حياته، وفي سائر أوقاته، وحال بيعه وشرائه، ومع أهله وخلانه، فكيف به وهو في صلب ميدان المنافسة، وفي ليالي الرحمات، وتنزل الهبات، وهو عاكف بقلبه وجسده على طاعة ربه، حينما يصل إلى «صفاء العبودية، وعمارة السر بينه وبين الله، وخلوص الود؛ فيُصبح ويُمسي ولا هَمَّ له غير ربه، فقد قطَع همُّه بربِّه عنه جميعَ الهموم، وعطلت إراداته جميع الإرادات، ونسخت محبته له من قلبه كل محبة لسواه»(١).
إنَّ المؤمنَ حينما يتيقن حاجته إلى ربه، ويستشعر أنها أهم الضروريات، يصل إلى نقاءِ العبودية، وإلى لذةِ الخلوة بالله.
إنه حينما يستشعر فقره إلى الله، ومسيس الحاجةِ إلى التذللِ بين يديه، ويندفع إلى ذلك بصدقٍ وجمعيةِ قلب؛ سيجد عالمًا آخر مِن نعيم الأرواح، ولذة النفس، وقُرة العين، نعيمًا للعبادة «لا ينالُه الوصف، ولا يدركُه مَنْ ليس له نَصيبٌ منه، وكلُّ مَنْ كان به أقوم