للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الربوبية؛ ولهذا كان الأنبياء يُصدِّرون أدعيتَهم بقولهِم: «ربَّنا».

وأكثر أدعية القرآن كذلك، تأتي مُصدَّرة بالتوسل إلى الله بربوبيته، والدَّاعي حينما يدعو الله مُتوسلًا بربوبيته يَحسن له استحضار معنى تربية الله العامة، وهي: الخلق والتدبير، ومعنى التربية الخاصة، وهي: ولايته لخيار خلقه، ولطفه بهم وإصلاحه لدينهم ودنياهم، وذلك لإقبالهم على ربهم، وضراعتهم بين يديه.

ويُستحبُّ له أنْ يدعو بأدعيةِ الأنبياء؛ فإنها أدعيةٌ جامعةٌ، ويَحْسنُ بالداعي أنْ يدعو بدعاء الراسخين في العلم؛ لأنه سبحانه حينما أثنى عليهم ذكر دعوتهم: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: ٨]. فتوسلوا إلى الله بربوبيته أنْ يمنحَهم استقامة القلوب وثباتها على مراضي الله، وحفظها مِن الزيغ، والنكوص عن الهداية (١).


(١) ينظر: المواهب الربانية من الآيات القرآنية للسعدي ص (٥٦ - ٥٨).

<<  <   >  >>