وأبو محمد لم يتوقف في شيء من روايات جعفر، ولا يقول فيها: حسان، بل يسكت عنها، مصححا لها.
وقد نبهنا على جملة من ذلك فيما تقدم.
وليس له أن يعتل على الحديث بسيار بن حاتم، فإنه قد روى عنه جماعة: منهم أحمد بن حنبل، وعبد الله بن أبي زياد، وهارون بن عبد الله، فهو من المساتير، وهو يقبلهم، وإنما ألزمناه ما التزم.
والحق في الحديث بحسب الاصطلاح، أنه حسن كما قال الترمذي
(١٤٢٧) وذكر من طريق الترمذي، عن عبد الله بن يزيد الخطمي، عن رسول الله ﷺ أنه كان يقول في دعائه:«اللهم ارزقني حبك، وحب من يبلغني حبه عندك» الحديث.
وقال فيه: حسن غريب.
ولم يبين لم لا يصح، وذلك عندي أنه عند الترمذي هكذا: حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا ابن أبي عدي، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن يزيد، فذكره.
وكلهم ثقة، إلا سفيان بن وكيع، فإنه متهم بالكذب.
وأبو جعفر الخطمي، اسمه عمير بن يزيد بن خماشة وهو ثقة