ثم رده بأن قال: هذا يرويه عبد الله بن عمر العمري وقد تكلموا فيه، انتهى ما ذكر.
وهو عجب أن يكون عبد الله بن عمر العمري - وهو رجل صالح، قد وثقه قوم وأثنوا عليه، وضعفه آخرون من أجل حفظه، لا من أجل صدقه وأمانته علة للحديث، يرويه عنه يعقوب بن الوليد المدني، وهو كذاب، هذا لو قصده كان ظلما للعمري المذكور، إذ لا يصل إليه الخبر المذكور، إلا على لسان من لعله كذب عليه.
قال الترمذي: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يعقوب بن الوليد المدني، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «الوقت الأول من الصلاة رضوان الله، والوقت الآخر عفو الله».
ولم يسق له الترمذي إسنادا غيره، وكذا وقع أيضا في كتاب الدارقطني، من طريق أحمد بن منيع المذكور، عن يعقوب بن الوليد.
ويعقوب هذا، أحد المنسوبين إلى الكذب، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان من المكذابين الكبار، وكان يضع الحديث.
وقال أبو حاتم: كان يكذب، والحديث الذي رواه موضوع.
وأبو أحمد بن عدي، إنما حمل عليه فيه وفي بابه ذكره، وذكر أن محمد بن هارون بن حميد، كان يرويه عن ابن منيع، عن يعقوب بن الوليد، عن عبيد الله مصغرا - وهو الثقة المأمون - يعني أخا عبد الله بن عمر