قبيل الإفراج عنه من منفاه بإلغ توجه لوحده إلى كل من مراكش والرباط وفاس، مبتدئا بزيارة ضريح جده في أيمور، قم مر بأكادير والسويرة، وهذه السفرة دون فيها كل ما يستحق التدوين (نشرناها في كتابه الإلغيات الجزء الثالث ابتداء من الصفحة ٢٠٩).
[٩٢ - الرحلة التونسية (مخطوط)]
رحلة قام بها إلى تونس الشقيق سنة (١٣٦٧هـ-١٩٤٨م) لحضور مؤتمر الحرمين الشريفين بتكليف شخصي للمغفور له محمد الخامس، الذي قال للفرنسيين آنذاك (ني لا أوافق على ذهاب الوفد إذا لم يذهب فيه فلان)، وقد ضمنه عند الفرنسيين رئيس الوفد ابن غبريط.
ومسودة هذه الرحلة عندنا في ورقات قلبلة كتبها كرءوس للأفكار يذكر مجريات كل يوم على حدة فيذكر مثلا متغداهم ومعشاهم ومبيتهم ومزاراتهم، وقد ابتدأت هذه الرحلة يومه الأربعاء ٣ جمادى الثانية ١٣٦٧هـ- أبريل ١٩٤٨م حيث انطلقت من وجدة مرورا بالجزائر فتونس، وذكر فبها أيضا استقبالهم من طرف ملك تونس الباي الذي وشح أعضاء الوفد بوسامات ملكية وكان من نصيبه الصنف الثاني من نيشان الافتخار (وهو عندنا مع الشهادة التي تعطى معه بـ ١٣ جمادى الثانية ١٣٦٧هـ - ٢٣ أبريل ١٩٤٨م) كما ذكر أيضا توشيح ابن غبريط رئيس الوفد لأوسمة علوية للصدر الأعظم وأصهار الباي الثمانية.
وذكر أيضا في هذه الرحلة كل من لاقاهم من العلماء والوزراء والشخصيات الكبيرة، وعندنا دفتر سجل فيه أسماء وتراجم بعض علماء تونس وعلماء الجزائر وكذا بعض عناوين مدرسين وشخصيات بتونس، ولا ندري هل دون هذا في هذه الرحلة أو عند رحلته الحجازية، وقد كان ذكر في كتاب معتقل الصحراء الجزء الأول صفحة ١١ عند ذكره لحضوره لهذا المؤتمر أنه قد ألقى قصيدة شعرية في تحية الباي، ومحاضرة عن محمد العالم ابن مولاي إسماعيل -أنظر هنا في الرقم التسلسلي ٩٤ - .