للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كتبت ليزلي وايت حول انخفاض معدل الزواج في بريطانيا فقالت: " إن مؤسسة الزواج تكاد تختفي في بلادنا، فقد أصبح الإقبال على الزواج أقل وفي سن متأخرة، وارتفعت نسبة الطلاق حتى وصلت ٤٠% وهي أعلى نسبة في أوربا. وبالنسبة لانخفاض الزواج فقد انخفض بنسبة الثلث عام ١٩٩٢، وتصف الكاتبة موقف البريطانيين من الزواج فتقول " لقد أصبح الزواج مخيفا جدا، فمن الصعب جدا أن يقدم الناس على الزواج".

ومن النتائج التي حدثت أن أصبح متوسط عمر المرأة عند إنجاب أول طفل هو ٢٨.٦ سنة، وهناك عشرون في المائة من النساء لا يفكرن في الإنجاب مطلقا، ويفضلون إنفاق أموالهم على الترفيه والمتع الذاتية، أو هكذا يظنون.

وفي التقرير الحكومي البريطاني السابق أن عدد النساء اللاتي لم يتزوجن قد ارتفع من ١٨% عام ١٩٧٩ إلى ٢٨% عام ١٩٩٣، أما العيش مع الرجل دون زواج فقد ارتفع من ٩% عام ١٩٨١ إلى ٢٣% عام ١٩٩٣.

ويشير تقرير موراي إلى ارتفاع نسبة الزواجات التجريبية (يعيش الرجل مع المرأة كأزواج دون عقد رسمي) فثمة امرأة من كل أربعة نساء تعيش مع رجل بلا زواج، بينما تمتنع الأخريات عن الإقدام على الزواج كليا.

وقد علق المفوض الأوروبي بيدريج فلين المكلف بحقيبة العمل والشؤون الاجتماعية في الاتحاد الأوروبي إن الدراسة الديموغرافية لطبيعة سكان الاتحاد الأوروبي لعام ١٩٩٥ قد أكدت التوجهات التي أشارت إليها الدراسة المماثلة التي أجريت عام ١٩٩٤ التي حذرت من شيخوخة مرتفعة المعدلات في أوروبا الغربية ... وهو الأمر الذي سوف يتسبب في اختلال النظم الاجتماعية المعمول بها حالياً حيث لن يكون هناك أعداد كافية من العاملين لتأمين المنح الهائلة لكبار السن المتقاعدين الذين سيشكلون الغالبية العظمى عام ٢٠٢٥ (١).

وكتب ديفيد بلانكنهورن عن الأسرة في الولايات المتحدة يقول: (هذه الليلة سينام أربعون في المائة من أطفال أمريكا بعيدا عن المنازل التي يعيش فيها آباؤهم، ويضيف بأن فقدان الأب يعد من أكثر الاتجاهات الديموغرافية (السكانية) إيلاما لهذا الجيل، فهي السبب الأول لتراجع صحة الطفل في مجتمعنا، وهي الدافع لكثير من المشكلات الاجتماعية من الجريمة إلى عمل الصغار إلى التحرش الجنسي بالأطفال، ويقدم المؤلف بعض الأرقام في هذا المجال وهي:

أ - كانت نسبة الأطفال الذين يعيشون مع آبائهم عام ١٩٦٠ هي ٨٢.٤% وتراجعت هذه النسبة حاليا إلى ٦١.٧%.

ب - كانت نسبة الذين يعيشون بعيدا عن آبائهم عام ١٩٦٠ هي ١٧.٥% وبلغت هذه النسبة عام ١٩٩٠ ٣٦.٣%.


(١) تقلص أعداد الشبان والشابات دون العشرين في أوربا، عبد الحميد اليحياوي، جريدة الشرق الأوسط، ع ٦٣٠٧، ١٥ شوال ١٤١٦ هـ.

<<  <   >  >>