للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد وصل الأمر بالرأسمالية أن لا يبالي الرأسماليون في تدمير المنتجات الزراعية، بل كما يقول فروم إننا بدل أن نفرح بالمحصول الجيد نقوم بإحراقه أو رميه في البحر في الوقت الذي يوجد ملايين من البشر لا يجدون لقمة العيش، ويبررون ذلك " من أجل استقرار السوق".

وليت الأمر توقف عند تدمير المنتجات بل وصل الأمر بالرأسمالية أن تدمر حياة العمال حرصاً على استمرار مستوى الأرباح أو تخفيض تكاليف الإنتاج. وقد أعدت مجلة نيوزويك ملفاً خاصاً أطلقت عليه (الرأسماليون القتلة) أوردت فيه أعداد العمال الذين قامت بعض كبريات الشركات الأمريكية بفصلهم عن العمل.

فشركة آي تي أند تي قام رئيسها بفصل أربعين ألف عامل، وقام مدير شركة إي بي إم بفصل ستين ألف موظف في يوليو عام ١٩٩٣، وقام مدير شركة جنرال موتورز بفصل أربعة وسبعين ألف موظف. وتقول المجلة أن هؤلاء العمال وإن وجدوا تعويضاً لدى مصلحة العاطلين عن العمل، لكن ما قيمة الإنسان بلا عمل ... كما أن إحدى الشركات قامت بتخفيض رواتب كبار الموظفين-مؤقتاً- بنسبة خمس وعشرين في المائة حتى لا تضطر لفصل أي من موظفيها (١).

[التفرقة العنصرية]

ومن مظاهر ضعف العلاقات الاجتماعية ازدياد التفرقة العنصرية ضد السود والملونين حتى إن أندرو شايير مؤلف كتاب (نحن القوة الأولى) يقول عن السود: " إنهم هنا في أمريكا يعيشون كأفراد غرباء وأجانب على أرض ولدوا وترعرعوا فيها، ولا يعرفون سواها .. يمكننا النظر إلى أمريكا على أنها دولة تتكون من شعبين: البيض وهم الأغلبية المسيطرة، والسود وهم الأقلية المضطهدة" (٢).

وتظهر معاناة السود من أصل أفريقي في الأرقام الآتية: فهم يشكلون ٤٥% بين المساجين في الولايات المتحدة، ومن النواحي الاجتماعية فالأسر ذات الوالد الواحد ارتفعت بين السود لتبلغ ٥٦% من عدد الأسر، أما حالات الولادات خارج الزواج فهي بين السود ٦٣% (٣).


(١) الرأسماليون القتلة والأثرياء البررة، سالم سحاب، جريدة المدينة المنورة، ع ١٢٠٣٩، ٨ ذو القعدة ١٤١٦.
(٢) السقوط من الداخل: ترجمات ودراسات في المجتمع الأمريكي، سعود البشر، دار العاصمة، ١٤١٥، نص ٦٢ - ٦٣.
(٣) العرب وأمريكا والنظام العالمي الجديد، حسن حمدان العلكيم، المجلة العربية للدراسات الدولية، عدد ٣/ ٤، السنة الرابعة، ١٩٩٣. ص ٥ - ٢٧.

<<  <   >  >>