بعد ذكر تعريف علم الاستغراب وأهميته وضوابط دراسته والموقف الصحيح منه نذكر نماذج من دراسة الغرب حتى تتبين أهمية هذا العلم وكيف يمكن الاستفادة منه في الدعوة إلى الحق ورد الباطل، وتبيين ما عليه الغرب من الضلال وعدم الانخداع بهم وبما وصلوا إليه من تطور في أمور الدنيا التي قال الله عنهم فيها: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (٧)} [الروم: ٧][الروم: ٧].
وهذا جانب من الجوانب التي تم دراستها، وهي الظواهر الاجتماعية وهي: الزواج، والأسرة، والظلم الاجتماعي، والعلاقات العرقية، والانحرافات السلوكية.
[أولاً: الأسرة: الزواج والطلاق وعدد الأفراد]
إن مظاهر الأوضاع الأسرية في الغرب، وفقا للمصادر الغربية، ومنها التقرير السنوي الذي تصدره الحكومة البريطانية، وعنوانه:" التقرير المنزلي العام لسنة ١٩٩٣".
يذكر أن حجم الأسرة البريطانية بدأ يتقلص بالنسبة للبريطانيين البيض، فقد كان حجم الأسرة البريطانية يتكون من ٢.٩١ فرد عام ١٩٧١ ثم أصبح ٢.٤٤ فرد عام ١٩٩٣. ويشير التقرير إلى أن أسر البريطانيين من أصل هندي أو باكستاني أكبر حجما.
أما عدد الأطفال في الأسرة فقد وصل إلى ١.٨ فردا منذ بداية الثمانينات، وهذا العدد يتضمن الأطفال المتبنين وأطفال أحد الزوجين.
ومن المظاهر المهمة في تكوين الأسرة البريطانية أن الأسرة المكونة من والد واحد (أب أو أم) ارتفع من ٨% عام ١٩٧١ إلى ٢٢% عام ١٩٩٣. وبالنسبة للأمهات الوحيدات فقد ارتفع من ٨% عام ١٩٧١ إلى ٢٢% عام ١٩٩٣. وبالنسبة للأمهات الوحيدات فقد ارتفعت نسبتهن من ١% عام ١٩٧١ إلى ١٨% عام ١٩٩٣.
وكتبت إيان موراي حول التقرير السنوي للسكان قائلة: " إن الأسرة البريطانية التقليدية المكونة من أبوين أصبحت أكثر ندرة وفقاً لآخر تقرير سكاني حكومي، فإن الترتيب الأكثر شيوعاً للأسرة هو رجل وامرأة بلا أطفال، ووفقاً للإحصائيات التي تم إعدادها من أبريل عام ١٩٩١ حتى مارس ١٩٩٢ فإن زوجاً (رجل وامرأة) من بين كل خمس أزواج لا يعيشون تحت مظلة الزواج، وأسرة واحدة من بين سبع أسر يعولها والد واحد (أب أو أم) وعائلة من بين كل ثنتي عشرة عائلة تتضمن طفلاً من زواج سابق لأحد الزوجين.