لَا نِهَايَة لَهُ غير مُسْتَحِيل كالحركات الدورية والنفوس الإنسانة بعد الْمُفَارقَة للأجرام الْبَدَنِيَّة كَمَا سلف
وَذهب أهل الْحق من الإسلاميين وَغَيرهم من أهل الشَّرَائِع الماضين وَجَمَاعَة من الْحُكَمَاء الْمُتَقَدِّمين إِلَى أَن كل مَوْجُود سوى الْوَاجِب بِذَاتِهِ فموجود بعد الْعَدَم وكائن بعد أَن لم يكن وَأَن الحكم لَهُ بالمعية مَعَ الْوَاجِب الأبدية وَاللَّازِم للسرمدية مِمَّا لَا سَبِيل أليه وَلَا معول لأرباب الْعُقُول عَلَيْهِ بل البارى تَعَالَى كَائِن وَلَا كَائِن ومتقدم بالوجود وَلَا مَوْجُود وَأَن مَا أبدعه لم يكن مَعَه بل هُوَ الْمُنْفَرد بالأبدية المتوحد بالسرمدية خَالق الْخلق بعد الْعَدَم ومعيدهم بعد الرمم إِن الله على كل شئ قدير
وَعند هَذَا فَلَا بُد من الْبَحْث عَن مطمح نظر الْفَرِيقَيْنِ والكشف عَن مقصد الطَّائِفَتَيْنِ
ولتكن الْبِدَايَة بِتَقْدِيم النّظر فِي طرق أهل الْحق أَولا وَإِبْطَال شبه أهل الضلال والانفصال عَنْهَا ثَانِيًا