للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" تنبيه " اعلم أن المعازف هي آلات اللهو كلها لا خلاف في ذلك، ولو كانت حلالا لما ذمهم على استحلالها، ولما قرن استحلالها باستحلال الخمر و " الحر " فإن كان بالحاء والراء فهو استحلال الفروج الحرام، وإن كان بالخاء والزاى المعجمتين فهو نوع من الحرير غير الذي صح عن الصحابة لبسه إذ " الخز " نوعان: أحدهما من الحرير، والآخر من صوف، وقد روى هذا الحديث بالوجهين وأسند ابن ماجه عن مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رءوسهم بالمعازف يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير " وإسناده صحيح. وقد توعد الله تعالى مستحلي المعازف بأن يخسف بهم الأرض ويمسخهم قردة وخنازير وإن كان الوعيد على هذه الأفعال فلكل واحد منها قسط في الذم والوعيد. وعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ ". قيل يا رسول الله، متى يكون ذلك؟ قال: " إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر ". وأما حديث عمران الذي رواه الترمذي " يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ ".فقال رجل من المسلمين متى ذلك يا رسول الله؟ قال: " إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ". وروى أحمد في مسنده وأبو داود عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله حرم الخمر والميسر والمزر والكوبة والغبيراء ". وأما حديث ابن عباس ففي المسند أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر والطبل ".وعن أبي أمامة الباهلي يرويه عن أحمد في مسنده عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تبيت طائفة من أمتي على أكل وشرب ولهو ولعب ثم يصبحون قردة وخنازير فتبعث على أحياء من أحيائهم ريح فتنسفهم كما نسفت من كان قبلهم باستحلالهم الخمر، وضربهم بالدفوف، واتخاذهم المغنيات ". وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يبيت قوم من هذه الأمة على بطر وأشر ولهو فيصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير وليصيبهم خسف، وقذف حتى يصبح الناس فيقولون: خسف الليلة دار فلان! خسف الله بيت فلان! ولترسلن عليهن حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها وعلى دور فيها ولترسلن الريح العقيم التي أهلكت عاداً بشربهم الخمر، وأكلهم الربا، واتخاذهم القينات، وقطيعتهم الرحم ". وأما حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا غضب الله على أمة ثم لم ينزل عليهم العذاب حتى غلت أسعارها، وقصرت أعمارها، ولم تربح تجارتها، وحبس عنها أمطارها، ولم تغزر أنهارها وسلط عليها أشرارها ". وأما حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في أمتي خسف وقذف " قلت: يا رسول الله، وهم يقولون لا إله إلا الله؟ قال: " إذا ظهرت القينات، وظهر الزنا، وشرب الخمر، ولبس الحرير كان ذا عندنا ". وأما حديث عبد الله بن سابط فأسنده ابن أبي الدنيا عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في أمتي المعازف واستحلوا الخمر ".

[فصل]

في موقف القرطبي ممن يجيز السماع بالطارات والشبابات

<<  <   >  >>