وَأخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه عَن جده قَالَ سَافَرت إِلَى الْيمن قبل مبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسنة فَنزلت على عسكلان بن عواكن الْحِمْيَرِي وَكَانَ شَيخا كَبِيرا وَكنت لَا ازال إِذا قدمت إِلَى الْيمن نزلت عَلَيْهِ فيسألني عَن مَكَّة والكعبة وزمزم وَيَقُول هَل ظهر فِيكُم رجل لَهُ نبأ لَهُ ذكر هَل خَالف أحد مِنْكُم عَلَيْكُم فِي دينكُمْ فَأَقُول لَا حَتَّى قدمت القدمة الَّتِي بعث فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فوافيته وَقد ضعف وَثقل سَمعه فَنزلت عَلَيْهِ فَاجْتمع عَلَيْهِ وَلَده وَولد وَلَده فأخبروه بمكاني فشدت عِصَابَة على عَيْنَيْهِ وَأسْندَ فَقعدَ وَقَالَ لي انتسب يَا اخا قُرَيْش فَقلت أَنا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف بن عبد عَوْف ابْن عبد الْحَارِث ابْن زهرَة قَالَ حَسبك يَا أَخا زهرَة أَلا أُبَشِّرك بِبِشَارَة وَهِي خير لَك من التِّجَارَة قلت بلَى قَالَ انبئك بالمعجبة وأبشرك بالمرغبة إِن الله قد بعث فِي الشَّهْر الأول من قَوْمك نَبيا ارْتَضَاهُ صفيا وَأنزل عَلَيْهِ كتابا وَجعل لَهُ ثَوابًا ينْهَى عَن الْأَصْنَام وَيَدْعُو إِلَى الاسلام يَأْمر بِالْحَقِّ ويفعله وَيُنْهِي عَن الْبَاطِل ويبطله فَقلت مِمَّن هُوَ قَالَ لَا من الأزد وَلَا ثماله وَلَا من السرو وَلَا تباله هُوَ من بني هَاشم وَأَنْتُم اخواله يَا عبد الرَّحْمَن أخف الْوَقْعَة وَعجل الرّجْعَة ثمَّ أمض ووازره وَصدقه واحمل إِلَيْهِ هَذِه الابيات شعر
(أشهد بِاللَّه ذِي الْمَعَالِي ... وفالق اللَّيْل والصباح)
(انك فِي السِّرّ وَمن قُرَيْش ... يَا ابْن المفدى من الذباح)
(أرْسلت تَدْعُو إِلَى يَقِين ... ترشد للحق والفلاح)
(أشهد بِاللَّه رب مُوسَى ... إِنَّك أرْسلت بالبطاح)
(فَكُن شفيعي إِلَى مليك ... يَدْعُو البرايا إِلَى الْفَلاح)
قَالَ عبد الرَّحْمَن فَحفِظت الأبيات وأسرعت فِي تقضي حوائجي وانصرفت فَقدمت مَكَّة فَلَقِيت ابا بكر فَأَخْبَرته الْخَبَر فَقَالَ هَذَا مُحَمَّد بن عبد الله قد بَعثه الله رَسُولا إِلَى خلقه فآته فَأَتَيْته وَهُوَ فِي بَيت خَدِيجَة فَلَمَّا رَآنِي ضحك وَقَالَ أرى وَجها خلقا أَرْجُو لَهُ خيرا مَا وَرَاءَك قلت وَمَا ذَاك يَا مُحَمَّد قَالَ حملت إِلَيّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute