للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْحَائِط فَقلت هَذَا يَوْم شَرّ فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ {اقْرَأ باسم رَبك} فَلَمَّا بلغ شَأْن أبي جهل {كلا إِن الْإِنْسَان ليطْغى} قَالَ إِنْسَان لأبي جهل هَذَا مُحَمَّد فَقَالَ ابو جهل الا ترَوْنَ مَا أرى وَالله لقد سد أفق السَّمَاء عَليّ

وَأخرج ابْن اسحاق وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من طَرِيقه حَدثنِي عبد الْملك بن أبي سُفْيَان الثَّقَفِيّ قَالَ قدم رجل من أراش بِإِبِل لَهُ مَكَّة فابتاعها مِنْهُ أَبُو جهل بن هِشَام فمطله بأثمانها فَأقبل حَتَّى وقف على نَادِي قُرَيْش فَقَالَ من رجل يعديني على أبي الحكم فَإِنِّي غَرِيب وَابْن سَبِيل وَقد غلبني على حَقي فَقَالَ أهل الْمجْلس ترى ذَلِك الرجل يهوون إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي نَاحيَة الْمَسْجِد لما يعلمُونَ بَينه وَبَين أبي جهل من الْعَدَاوَة إذهب إِلَيْهِ فَهُوَ يعديك عَلَيْهِ فَأَتَاهُ فَذكر لَهُ ذَلِك فَقَامَ مَعَه حَتَّى جَاءَهُ فَضرب على بَابه فَقَالَ من هَذَا قَالَ مُحَمَّد فَخرج إِلَيْهِ وَقد انتقع لَونه فَقَالَ اعط هَذَا الرجل حَقه قَالَ لَا تَبْرَح حَتَّى أعْطِيه الَّذِي لَهُ فَدخل فَخرج إِلَيْهِ بِحقِّهِ فَدفعهُ إِلَيْهِ ثمَّ انْصَرف فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَا الحكم جِئْت عجبا من الْعجب قَالَ وَيحكم وَالله مَا هُوَ إِلَّا أَن ضرب على بَابي فملئت رعْبًا ثمَّ خرجت إِلَيْهِ وَأَن فَوق رَأْسِي لفحلا من الْإِبِل مَا رَأَيْت مثل هامته وَلَا قصرته وَلَا أنيابه لفحل قطّ فوَاللَّه لَو أَبيت لأكلني

وَأخرج ابو نعيم من طَرِيق سَلام بن مِسْكين قَالَ حَدثنِي ابو يزِيد الْمدنِي وَأَبُو قزعة الْبَاهِلِيّ ان رجلا كَانَ لَهُ على أبي جهل دين فَلم يُعْطه فَقيل لَهُ أَلا ندلك على من يسْتَخْرج حَقك قَالَ بلَى قَالُوا عَلَيْك بِمُحَمد بن عبد الله فَأَتَاهُ فجَاء مَعَه إِلَى ابي جهل فَقَالَ اعطه حَقه قَالَ نعم فَدخل الْبَيْت فَأخْرج دَرَاهِمه فَأعْطَاهُ فَقَالُوا لأبي جهل فرقت من مُحَمَّد كل هَذَا قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد رَأَيْت مَعَه رجَالًا مَعَهم حراب تلمع لَو لم أعْطه لخفت أَن يبعج بهَا بَطْني

<<  <  ج: ص:  >  >>