للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَأَيْت رجلا قطّ لَا يُصَلِّي الْخمس أرى أَنه أفضل مِنْهُ أَشد اجْتِهَادًا وَلَا زهادة فِي الدُّنْيَا وَلَا أدأب لَيْلًا وَنَهَارًا مِنْهُ مَا أعلمني احببت شَيْئا قطّ قبله حبه فَلم أزل مَعَه حَتَّى حَضرته الْوَفَاة فَقلت يَا فلَان قد حضرك مَا ترى من امْر الله واني وَالله مَا احببت شَيْئا قطّ حبك فَمَاذَا تَأْمُرنِي وَإِلَى من توصيني فَقَالَ لي أَي بني مَا أعلم إِلَّا رجلا بالموصل فأته فَإنَّك ستجده على مثل حَالي فَلَمَّا مَاتَ لحقت الْموصل فَأتيت صَاحبهَا فَوَجَدته على مثل حَاله من الِاجْتِهَاد والزهادة فِي الدُّنْيَا فَقلت لَهُ إِن فلَانا اوصى بِي اليك أَن آتِيك واكون مَعَك قَالَ فأقم أَي بني فأقمت عِنْده على مثل أَمر صَاحبه حَتَّى حَضرته الْوَفَاة فَقلت لَهُ إِن فلَانا أوصى بِي اليك وَقد حضرك من امْر الله مَا ترى فَإلَى من توصيني قَالَ وَالله مَا اعْلَم أَي بني إِلَّا رجلا بنصيبين وَهُوَ على مثل مَا نَحن عَلَيْهِ فَالْحق بِهِ فَلَمَّا دفناه لحقت بِالْآخرِ فَقلت لَهُ يَا فلَان إِن فلَانا اوصى بِي إِلَى فلَان وَفُلَان أوصى بِي اليك قَالَ فاقم يَا بني فأقمت عِنْده على مثل حَالهمَا حَتَّى حَضرته الْوَفَاة فَقلت لَهُ يَا فلَان انه قد حضرك من أَمر الله مَا ترى وَقد كَانَ فلَان اوصى بِي إِلَى فلَان وَأوصى بِي فلَان الى فلَان وَأوصى بِي فلَان اليك فَإلَى من توصيني قَالَ أَي بني مَا اعْلَم أحدا على مثل مَا نَحن عَلَيْهِ إِلَّا رجلا بعمورية من أَرض الرّوم فأته فانك ستجده على مثل مَا كُنَّا عَلَيْهِ فَلَمَّا واريته خرجت حَتَّى قدمت على صَاحب عمورية فَوَجَدته على مثل حَالهم فأقمت عِنْده واكتسبت حَتَّى كَانَت لي غنيمَة وبقرات ثمَّ حَضرته الْوَفَاة فَقلت يَا فلَان إِن فلَانا اوصى بِي إِلَى فلَان وَفُلَان الى فلَان وَفُلَان الى فلَان وَفُلَان اليك وَقد حضرك مَا ترى من أَمر الله تَعَالَى فَإلَى من توصيني قَالَ أَي بني وَالله مَا اعْلَم بَقِي اُحْدُ على مثل مَا كُنَّا عَلَيْهِ آمُرك ان تَأتيه وَلكنه قد اظلك زمَان نَبِي يبْعَث من الْحرم مهاجره بَين حرتين إِلَى أَرض سبخَة ذَات نخيل وَأَن فِيهِ عَلَامَات لَا تخفى بَين كَتفيهِ خَاتم النُّبُوَّة يَأْكُل الْهَدِيَّة وَلَا يَأْكُل الصَّدَقَة فَإِن اسْتَطَعْت ان تخلص إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد فافعل فانه قد اظلك زَمَانه فَلَمَّا واريناه أَقمت حَتَّى مر بِنَا رجال من تجار الْعَرَب من كلب فَقلت لَهُم تحملوني مَعكُمْ حَتَّى تقدمُوا بِي أَرض الْعَرَب وأعطيكم غنيمتي هَذِه وبقراتي قَالُوا نعم فأعطيتهم إِيَّاهَا وحملوني حَتَّى إِذا جَاءُوا بِي وَادي الْقرى ظلموني فباعوني عبدا من رجل من يهود

<<  <  ج: ص:  >  >>