للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمكنك مُحَمَّد وَقد انْفَرد من أَصْحَابه حَيْثُ ان غوث بِأَصْحَابِهِ لم يغث حَتَّى تقتله فَاخْتَارَ سَيْفا من سيوفهم صَارِمًا ثمَّ اقبل حَتَّى قَامَ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالسَّيْفِ مَشْهُورا فَقَالَ يَا مُحَمَّد من يمنعك مني الْيَوْم قَالَ الله وَدفع جبرئيل فِي صَدره فَوَقع السَّيْف من يَده فَأَخذه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَامَ على رَأسه وَقَالَ من يمنعك مني قَالَ لَا اُحْدُ وَأَنا أشهد ان لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله لَا أَكثر عَلَيْك جمعا أبدا فَأعْطَاهُ سَيْفه ثمَّ أدبر ثمَّ أقبل فَقَالَ وَالله لأَنْت خير مني فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا أَحَق بذلك مِنْك فَأتى قومه فَقَالُوا أَيْن مَا كنت تَقوله وَالسيف فِي يدك قَالَ قد كَانَ وَالله ذَلِك رَأْيِي وَلَكِنِّي نظرت إِلَى رجل أَبيض طَوِيل فَدفع فِي صَدْرِي فَوَقَعت لظهري وَعرفت أَنه ملك وَشهِدت أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَجعل يَدْعُو قومه إِلَى الاسلام وَنزلت هَذِه الْآيَة {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اذْكروا نعْمَة الله عَلَيْكُم إِذْ هم قوم أَن يبسطوا إِلَيْكُم أَيْديهم فَكف أَيْديهم عَنْكُم} الْآيَة اخرجه الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ قد رُوِيَ فِي عزوة ذَات الرّقاع قصَّة أُخْرَى مثل هَذِه فَإِن كَانَ الْوَاقِدِيّ قد حفظ مَا ذكر فِي هَذِه الْغَزْوَة فَإِنَّهُمَا قصتان

بَاب مَا وَقع فِي عزوة بني النَّضِير من المعجزات وَهِي الْجلاء الَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا عَلَيْكُم فِي التَّوْرَاة وَغير ذَلِك

قَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان أَنبأَنَا أَبُو صَالح حَدثنِي اللَّيْث حَدثنِي عقيل عَن ابْن شهَاب قَالَ كَانَت وقْعَة بني النَّضِير وهم طَائِفَة من الْيَهُود على رَأس سِتَّة أشهر من وقْعَة بدر فَحَاصَرَهُمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى نزلُوا على الْجلاء وَإِن لَهُم مَا أقلت الْإِبِل من الْأَمْوَال والأمتعة إِلَّا الْحلقَة وَهِي السِّلَاح وأجلاهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل الشَّام فَكَانُوا ينزعون مَا أعجبهم من سقف فيحملونه على الْإِبِل وَأنزل الله فيهم {سبح لله مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض} إِلَى قَوْله {وليخزي الْفَاسِقين}

<<  <  ج: ص:  >  >>