وَأخرج ابْن اسحاق نَحوه وَفِيه فانخرق من المَاء حَتَّى كَانَ يَقُول من سَمعه ان لَهُ حسا كحس الصَّوَاعِق وَذَلِكَ المَاء فوارة تَبُوك الْيَوْم
واخرج الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك عَن جَابر قَالَ انْتهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى تَبُوك وعينها تبض بِمَاء يسير مثل الشرَاك فشكونا الْعَطش فَأَمرهمْ فَجعلُوا فِيهَا سهاما دَفعهَا إِلَيْهِم فَجَاشَتْ بِالْمَاءِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِمعَاذ يُوشك يَا معَاذ ان طَالَتْ بك حَيَاة ان ترى مَا هَا هُنَا قد ملئ جنَانًا
واخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ لما كَانَ يَوْم غَزْوَة تَبُوك أصَاب النَّاس مجاعَة فَقَالُوا يَا رَسُول الله لَو اذنت لنا نَنْحَر نواضحنا فأكلنا وادهنا فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله ان فعلت قل الظّهْر وَلَكِن أَدَعهُ بِفضل أَزْوَادهم وادع الله لَهُم فِيهَا بِالْبركَةِ لَعَلَّ الله ان يَجْعَل فِي ذَلِك بلاغا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم فَدَعَا بنطع فبسطه ثمَّ دَعَا بِفضل ازوادهم فَجعل الرجل يَأْتِي بكف ذرة وَيَجِيء الآخر بكف تمر وَيَجِيء الآخر بكسرة حَتَّى اجْتمع على النطع من ذَلِك شَيْء يسير فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْبركَةِ ثمَّ قَالَ لَهُم خُذُوا فِي اوعيتكم حَتَّى مَا تركُوا فِي الْعَسْكَر وعَاء إِلَّا ملأوه فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وفضلت فضلَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اشْهَدْ ان لَا إِلَه إِلَّا الله واني رَسُول الله لَا يلقِي الله بهَا عبد غير شَاك فيحجب عَن الْجنَّة
واخرج ابْن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلى وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن عمر بن الْخطاب قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تَبُوك فاصابنا جوع شَدِيد فَقلت يَا رَسُول الله خرج الينا الرّوم وهم شباع وَنحن جِيَاع وأرادت الْأَنْصَار ان ينحروا نواضحهم فَنَادَى فِي النَّاس من كَانَ عِنْده فضل من زَاد فليأتنا فحزرنا جَمِيع مَا جاؤوا بِهِ فوجدوه سبعا وَعشْرين صَاعا فَجَلَسَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى جنبه فَدَعَا فِيهِ بِالْبركَةِ ثمَّ قَالَ يَا أَيهَا النَّاس خُذُوا وَلَا تنتهبوا فَأخذُوا فِي الجرب والعرائر حَتَّى جعل الرجل يعْقد قَمِيصه فَيَأْخُذ فِيهِ حَتَّى صدرُوا وَإنَّهُ نَحْو مَا كَانُوا يحزرون