للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَمَّا فرغ سطيح من قَوْله قدم عَلَيْهِ شقّ فَقَالَ يَا شقّ رَأَيْت رُؤْيا هالتني وكتمه مَا قَالَه سطيح لينْظر أيتفقان ام يَخْتَلِفَانِ قَالَ نعم رَأَيْت حممة خرجت من ظلمَة فَوضع بَين رَوْضَة وأكمة فَأكلت مِنْهَا كل ذَات نسمَة قَالَ مَا عنْدك فِي تَأْوِيلهَا قَالَ احْلِف بِمَا بَين الحرتين من إِنْسَان لتردن أَرْضكُم السودَان فليغلبن على كل ذِي طفلة البنان وليملكن مَا بَين أبين إِلَى نَجْرَان قَالَ الْملك ان هَذَا لنا لغائظ موجع فَمَتَى هُوَ كَائِن فِي زماني ام بعده قَالَ بعده بِزَمَان ثمَّ يستنقذكم مِنْهُ عَظِيم ذُو شَأْن يذيقهم أَشد الهوان قَالَ وَمن هَذَا الْعَظِيم الشَّأْن قَالَ غُلَام لَيْسَ بدني وَلَا مدن يخرج من بَيت ذِي يزن قَالَ فَهَل يَدُوم سُلْطَانه أَو يَنْقَطِع قَالَ بل يَنْقَطِع برَسُول مُرْسل يَأْتِي بِالْحَقِّ وَالْعدْل من أهل الدّين وَالْفضل يكون الْملك فِي قومه إِلَى يَوْم الْفَصْل قَالَ وَمَا يَوْم الْفَصْل قَالَ يَوْم يجزى فِيهِ الْوُلَاة يدعى من السَّمَاء دعوات يسمع مِنْهَا الاحياء والاموات وَيجمع فِيهِ النَّاس للميقات يكون فِيهِ لمن اتَّقى الله الْفَوْز والخيرات

قَالَ ابْن عَسَاكِر بَلغنِي ان سطيحا ولد فِي ايام سيل العرم وَتوفى فِي الْعَام الَّذِي ولد فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه عَاشَ خَمْسمِائَة سنة وَقيل ثَلَاثمِائَة سنة

وَأخرج أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي الذيل عَن ابْن الْكَلْبِيّ عَن عوَانَة قَالَ قَالَ عمر لجلسائه هَل فِيكُم اُحْدُ وَقع لَهُ خبر من امْر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ طفيل ابْن زيد الْحَارِثِيّ وَكَانَ قد أَتَت عَلَيْهِ سِتُّونَ وَمِائَة سنة نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَانَ الْمَأْمُون بن مُعَاوِيَة على مَا بلغك من كهانته فَذكر الحَدِيث فِي إنذاره بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَوله

(يَا لَيْت أَنِّي ألحقهُ ... وليتني لَا أسبقه)

قَالَ طفيل فَأَتَانَا خبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن بتهامة فَقلت يَا نفس هَذَا ذَاك الَّذِي أنذر بِهِ الْمَأْمُون قَالَ وتراخت الْأَيَّام إِلَى أَن وفدت فَأسْلمت

<<  <  ج: ص:  >  >>