أَن هَذَا يكون من قَوْلك مَا أَتَيْتُك بِهِ أطلب لنَفسك من يقتلك فَإنَّا لَا نقْتل مُحَمَّدًا فاحتملته فَأتيت منزلي فَمَا أتيت بِهِ منزلا من منَازِل بني سعد إِلَّا وَقد شممنا مِنْهُ ريح الْمسك وَكَانَ فِي كل يَوْم ينزل عَلَيْهِ رجلَانِ أبيضان فيغيبان فِي ثِيَابه وَلَا يظهران فَقَالَ النَّاس رديه يَا حليمة على جده وأخرجي من أمانتك قَالَت فعزمت على ذَلِك فَسمِعت مناديا يُنَادي هَنِيئًا لَك يَا بطحاء مَكَّة الْيَوْم الْيَوْم يرد عَلَيْك النُّور وَالدّين والبهاء والكمال فقد أمنت ان تخذلي اَوْ تخزي أَبَد الآبدين قَالَت حليمة وَحدثت عبد الْمطلب بحَديثه كُله فَقَالَ يَا حليمة إِن لِابْني هَذَا شَأْنًا وددت أَنِّي أدْرك ذَلِك الزَّمَان
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن الزُّهْرِيّ ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي حجر جده عبد الْمطلب فاسترضعته امْرَأَة من بني سعد فَنزلت بِهِ سوق عكاظ فَرَآهُ كَاهِن من الْكُهَّان فَقَالَ يَا اهل عكاظ اقْتُلُوا هَذَا الْغُلَام فَإِن لَهُ ملكا فزاغت بِهِ أمه الَّتِي ترْضِعه فأنجاه الله ثمَّ شب عِنْدهَا حَتَّى إِذا سعى وَأُخْته من الرضَاعَة تحضنه جَاءَت أُخْته فَقَالَت يَا امتاه اني رَأَيْت رهطا اخذوا أخي الْقرشِي آنِفا فشقوا بَطْنه فَقَامَتْ امهِ فزعة حَتَّى أَتَتْهُ فَإِذا هُوَ جَالس منتقع لَونه لَا ترى عِنْده أحدا فارتحلت بِهِ حَتَّى أقدمته على أمه فَقَالَت لَهَا اقبضي عني ابْنك فَإِنِّي قد خشيت عَلَيْهِ فَقَالَت أمه لَا وَالله مَا بإبني مِمَّا تَخَافِينَ لقد رَأَيْته وَهُوَ فِي بَطْني أَنه خرج مُعْتَمدًا على يَدَيْهِ رَافعا رَأسه إِلَى السَّمَاء فافتصلت أمه وجده عبد الْمطلب ثمَّ توفيت امهِ فَيتم فِي حجر جده فَكَانَ وَهُوَ غُلَام يَأْتِي وسَادَة جده فيجلس عَلَيْهَا فَيخرج جده وَقد كبر فَتَقول الْجَارِيَة الَّتِي تقود جده إنزل عَن وسَادَة جدك فَيَقُول عبد الْمطلب دعوا ابْني فانه يحس بِخَير فَتوفي جده فَكَفَلَهُ ابو طَالب فَلَمَّا ناهز الْحلم ارتحل بِهِ أَبُو طَالب تَاجِرًا قبل الشَّام فَلَمَّا نزل تيماء رَآهُ حبر من الْيَهُود فَقَالَ لأبي طَالب مَا هَذَا الْغُلَام مِنْك قَالَ هُوَ ابْن اخي قَالَ أشفيق انت عَلَيْهِ قَالَ نعم قَالَ فوَاللَّه لَئِن قدمت الشَّام لَيَقْتُلَنهُ الْيَهُود إِن هَذَا عدوهم فَرجع بِهِ أَبُو طَالب إِلَى مَكَّة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute