للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تذكرُونَ إِنِّي أرى نَفسِي سليمَة وفؤادي صَحِيح فَقَالَ زوج ظئري أَلا ترَوْنَ أَن كَلَامه كَلَام صَحِيح إِنِّي لأرجو ان لَا يكون بِابْني بَأْس فَذَهَبُوا بِي إِلَى الكاهن فقصوا عَلَيْهِ قصتي فَقَالَ اسْكُتُوا حَتَّى اسْمَع من الْغُلَام فَإِنَّهُ أعلم بأَمْره مِنْكُم فقصصت عَلَيْهِ قصتي فَلَمَّا سمع قولي وثب إِلَيّ وضمني إِلَى صَدره ثمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوته يال الْعَرَب يال الْعَرَب اقْتُلُوا هَذَا الْغُلَام واقتلوني مَعَه فواللات والعزى لَئِن تَرَكْتُمُوهُ وَأدْركَ ليبدلن دينكُمْ وليسفهن عقولكم وعقول آبائكم وليخالفن أَمركُم وليأتينكم بدين لم تسمعوا بِمثلِهِ قطّ فعمدت ظئري فانتزعتني من حجره وَقَالَت لأَنْت أعته مِنْهُ وأجن لَو علمت ان هَذَا يكون من قَوْلك مَا أتيت بِهِ إِلَيْك فاطلب لنَفسك من يقتلك فانا غير قاتلي هَذَا الْغُلَام ثمَّ احتملوني فأدوني إِلَى اهلي وَأصْبح اثر الشق مَا بَين صَدْرِي إِلَى منتهي عانتي كانه الشرَاك

قَالَ ابو نعيم فِي هَذَا الحَدِيث أَن آمِنَة وجدت الثّقل فِي حمله وَفِي سَائِر الاحاديث انها لم تَجِد ثقلا وَالْجمع ان الثّقل بِهِ فِي ابْتِدَاء علوقها بِهِ وَأَن الخفة عِنْد اسْتِمْرَار الْحمل بهَا فَيكون على الْحَالين خَارِجا عَن الْمُعْتَاد الْمَعْرُوف

وَأخرج ابو نعيم عَن بُرَيْدَة قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مسترضعا فِي بني سعد بن بكر فَقَالَت أمه آمِنَة لمرضعته انظري ابْني هَذَا فسلي عَنهُ فَإِنِّي رَأَيْت كَأَنَّهُ خرج من فَرجي شهَاب اضاءت لَهُ الأَرْض كلهَا حَتَّى رَأَيْت قُصُور الشَّام فَلَمَّا كَانَ ذَات يَوْم مرت بكاهن وَالنَّاس يسألونه فَجَاءَت بِهِ فَلَمَّا رَآهُ الكاهن أَخذ بذراعه فَقَالَ أَي قوم اقْتُلُوهُ اقْتُلُوهُ قَالَت فَوَثَبت عَلَيْهِ فَأخذت بعضديه وَجَاء نَاس كَانُوا مَعنا فَلم يزَالُوا حَتَّى انتزعوه مِنْهُ وذهبوا بِهِ

وَأخرج ابْن سعد وابو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن يحيى بن يزِيد السَّعْدِيّ قَالَ قدم مَكَّة عشر نسْوَة من بني سعد بن بكر يطلبن الرَّضَاع فأصبن الرَّضَاع كُلهنَّ إِلَّا حليمة فَعرض عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجعلت تَقول يَتِيم وَلَا مَال لَهُ وَمَا عست امهِ ان تفعل فَقَالَ لَهَا زَوجهَا خذيه عَسى الله ان يَجْعَل لنا فِيهِ خيرا فَأَخَذته فَوَضَعته فِي حجرها

<<  <  ج: ص:  >  >>