للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يميناً إذا كانت يميناً وإن تكن ... شمالاً ينازعني الهوى عن شماليا

وقال إبن شبيب: وحدثني هرون بن موسى قال: قلت لعرير بن طلحة المخزومي: مَن اشعر الناس ممن قال شعراً في منى ومكة وعرفات فقال: أصحابنا القرشيون. ولقد أحسن المجنون حيث يقول:

وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى ... فهيج أحزان الفؤاد وما يدري

دعا بإسم ليلى غيرها فكأنما ... أطار بليلى طائراً في صدري

فقلت له: هل ترون للمجنون غير هذا، قال نعم وأنشدني له:

أما والذي أرسى تبيراً مكانه ... عليه السحاب فوقه يتنصب

وما سلك الموماة من كل حسرة ... طليح كجفن السيف تهوي فتركب

لقد عشت من ليلى زماناً أحبها ... أخا الموت إذ بعض المحبين يكذب

أخبرني محمد بن يزيد عن حماد عن أبيه قال: كانت كنية ليلى أم عمرو، وأنشد للمجنون:

أبى القلب إلا حبه عامرية ... لها كنية عمرو وليس لها عمرو

تكاد يدي تندى إذا ما لمستها ... وينبت في أطرافها الورق الخضر

الغناء لعريب ثقيل أول، وقال حبش فيه لإسحق خفيف ثقيل.

أخبرني هاشم الخزاعي عن دماذ عن أبي عبيدة قال: خطب ليلى صاحبة المجنون جماعة من قومها فكرهتهم فخطبها رجل من ثقيف موسر فرضيته وكان جميلاً فتزوجها وخرج بها، فقال المجنون في ذلك:

ألا أن ليلى كالمنيحة أصبحت ... تقطع إلا من ثقيف حبالها

فقد حبسوها محبس البدن وابتغى ... بها الريح أقوام تساحت مآلها

خليليّ هل من حيلة تعلمانها ... يدني لنا تكليم ليلى إحتيالها

فإن أنتما لم تعلماها فلستما ... بأول باغٍ حاجة لا ينالها

كأن مع الركب الذين إغتدوا بها ... غمامة صيف زعزعتها شمالها

نظرت بمفضى سيل جوشن إذ غدوا ... تخب بأطراف المخادم آلها

بشافية الأحزان هيج شوقها ... مجامعة الآلاف ثم زيالها

إذا إلتفتت من خلفها وهي تعتلي ... بها العيس جلى عبرة العين حالها

أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال: أنشدني أحمد بن يحيى ثعلب عن أبي نصر أحمد بن حاتم قال: وأنشدناه امبرد للمجنون فقال:

وأحبس عنك النفس والنفس صبةً ... بذكراك والممشى إليك قريب

مخافة أن تسعة الوشاة بظنة ... وأحرسكم أن يستريب مريب

فقد جعلت نفسي وأنت إجترمته ... وكنت أعز الناس عنك تطيب

فلو شئت لم أغضب عليك ولم يزل ... لك الدهر مني ما حييت نصيب

أما والذي يبلى السرائر كلها ... ويعلم ما تبدي به وتغيب

لقد كنت ممن يصطفي الناس خلةً ... لها دون خلان الصفاء حجوب

ذكر يحيى المكي أنه لإبن سريج ثقيل أول، وقال الهشامي أنه من منحول يحيى إليه.

أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال: حدثني الحسن بن محمد بن طالب الديناري قال: إسحق الموصلي وأخبرني به محمد بن مزيد والحسين بن يحيى عن حماد بن إسحق عن أبيه قال: حدثني سعيد بن سليمان عن أبي الحسن الببغا قال: بينا أنا وصديق لي من قريش بالبلاط ليلاً إذ يظل نسوة في القمر، فسمعت إحداهن تقول: أهو هو، فقالت لها الأخرى معها: أي والله إنه لهو، فدنت مني ثم قالت: يا كهل، قل لهذا الذي معك:

ليست لياليك في خاخٍ بعائدة ... كما عهدت ولا أيام ذي سلم

فقلت لها يا عز كل مصيبة إذا وطنت يوماً لها النفس ذلتَ ثم مضينا حتى إذا كنا بمفرق طريقين مضى الفتى إلى منزله ومضيت إلى منزلي فإذا أنا بجويرية تجذب ردائي فألتفت فقال لي: المرأة التي كلمتها تدعوك.

<<  <   >  >>