للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وسمع الزبرقان بن در الأحنف يومئذ وقد ذكر مسيلمة وما تلاه عليهم فقال الأحنف: والله ما رأيت أحمق من هذا النبي قط، فقال الزبرقان: والله لأخبرن بذلك مسيلمة قال: إذاً والله أحلف إنك كذبت فيصدقني ويكذبك قال: فأمسك الزبرقان وعلم أنه قد صدق.

قال: وحدّث الحسن البصري بهذا الحديث فقال: أمن والله أبو بحر من نزول الوحي، قال: فأسلمت سجاح بعد ذلك وبعد قتل مسيلمة وحسن إسلامها.

قال:

كم ليلة فيك بت أسهرها ... ولوعة من هواك أضمرها

وحرقة والدموع تطفئها ... ثم يعود الجوى فيسعرها

بيضاء رود الشباب قد غمست ... في خجل دائب بعصفرها

الله جار لها فما إمتلأت ... عيناي إلا من حيث أبصرها

الشعر للبحتري والغناء لعريب رمل مطلق من مجموع أغانيها، وهو لحن مشهور في أيدي الناس، والله أعلم.

[أخبار بن مناذر وحبه للجارية]

هو محمد ن مناذر مولى بني صبير بن يربوع ويكنى أبا جعفر، وقيل أنه كن يكنى أبا عد الله. وودت في بعض الكتب رواية عن إبن حبيب أنه كان يكنى أبا ذريح، وقد كان له إبن يسمى ذريحاً فمات وهو صغير، وإياه عنا بقوله:

كأنك المنايا يا ... ذريح الله صورّكا

فناط وجهك الشعري ... وبالإكليل قلدكا

أخرني علي بن سليمان قال: حدثني محمد بن يزيد غيره أن محمد بن مناذر كان إذا قيل له غبن مناذر بفتح الميم يغضب ويقول أمناذر الصغرى أم مناذر الكبرى وهما مورتان من مور الأهواز إنما هو مناذر على وزن مفاعل من ناذر فهو مناذر مثل ضارب فهو مضارب وقاتل فهو مقاتل.

قال محمد بن يزيد: ولما دل محمد بن مناذر عما كان عليه من النسك والتأله وعظته المعتزلة فلم يتعظ وأوعدته بالمكروه فلم يزدجر، ومنعوه دخول المسجد فنابذهم وطعن عليهم وهجاهم، وكان يأخذ المداد بالليل فيطرحه في مطاهرهم فإذا توضأوا به سوّدوا وجوههم وثيابهم.

وقال في توعد العمتزلة إياه:

ابلغ لديك بني تميم مالكاً ... عني وعرّج في بني يربوع

أني أخ لكم بدار مضيعة ... بوم وغربان عليه وقوع

يا للقبائل من تميم مالكم ... وربي ولحم أخيكم بمضيع

هبوا له أراه بنصركم ... يأوي إلى جبل أشم منيع

وإذا تحزنت القبائل صلتم ... بفتى لكل ملمة وقطيع

إن أنتم توتروا لأخيكم ... حتى يباء يوتره المتبوع

فخذوا المغازل بالأكف وايقنوا ... ما عشتم بمذلة وخضوع

إن نتم حرباً على أحسابكم ... سمعاً فقد أسمعت كل سميع

اين الصبيريون لم أرَ مثلهم ... في النائبات وأين رهط وكيع

قال: ثم إستحيا من قوله أين الصبيريون لقلة عددهم فقال أين الرياحيون.

أخبرني الحسن بن علي قال: دثنا حمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدثني الحسن بن علي قال: حدثني مسعود بن بشر قال: قال لي إبن مناذر: ولع بي قوم من المعتزلة ففرقت منهم قال: وكان مولى صبير بن يربوع فقلت بنو صبير نفسان ونصف فمن أدعو منهم، فقلت ليس إلا أخوتهم بنو رياح فقلت أبياتاً حرضتهم فيها وحضضت بنو رياح فقلت:

أين الرياحون لم أرَ مثلهم ... في لنائبات وأين رهط وكيع

قال: فجاء خمسون شيخاً من بني رياح فطردوهم عني.

قال: كان إبن مناذر يؤم بالناس في المسجد الذي في قبيلته، فلما أظهر من الخلاعة والمجون كرهوا أن يصلي بهم وأن يأتموا به فقالوا شعراً ذكروا ذلك فيه وهجوه وألقوا الرقعة في المحراب، فلما قضى صلاته قرأها ثم قبلها وكتب فيها يقول:

نبئت قافية قيلت ناشدها ... قوم ساترك في أعراضهم ندبا

... الذين رووها أم قائلها ... و ... قائلها أمّ الذي كتبا

ثم رمى بها إليهم ولم يعد إلى لصلاة بهم.

أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال: حدثنا أبو الفضل بن عبدان بن أبي حرب الصفار قال: حدثني الفضل بن موسى مولى بني هاشم قال:

<<  <   >  >>