للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عسى الله أن نرتاح من كربة لنا ... فيلقى إغتباطاً خلة وخليل

عروضه من الطويل والغناء لعلية.

حدثني أبو عبد الله أحمد بن الحسين الهشامي قال: قالت علية في طل وصحفت إسمه في هذا الشعر وغنت فيه:

سلم على ذاك الغزال ... الأغيد الحسن الدلال

سلم عليه وقد له ... يا غل ألباب الرجال

خليت جسمي ضاحياً ... وسكنت في ظل الحجال

وبلغت مني غاية ... لم أدرِ فيها ما إحتيال

الشعر والغناء لعلية خفيف رمل، وذكر غير هذا أن الغناء لأحمد بن المكي في هذه الطريقة.

أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثني ميمون بن هروق عن محمد بن علي بن عثمان الشطرنجي أن علية كانت تقول الشعر في خادم لها يقال له رشا وتكني عنه، فمن شعرها فيه وكنّت عنه بزينب، وكانت مولعة به:

وجد الفؤاد بزينبا ... وجداً شديداً متعباً

أصبحت من كلفي بها ... أدعى سقيماً كنصبا

ولقد كتبت عن إسمها ... عمداً لكي لا تغضبا

وجعلت زينب سترة ... وكتمت أمراً معجبا

قالت وقد عزَّ الوصال ... ل ولم أجد لي مذهبا

والله لا نلت المود ... ة أو تنال الكوكبا

هكذا ذكر ميمون بن هرون وروايته فيه عن المعروف بالشطرنجي ولم يحصل ما رواه هذا الصوت شعره لأبن رهيمة المدني والغناء ليونس الكاتب ولحنة من الثقيل الأول بإطلاق الوتر في مجرى البنصر وهو من زيانيب يونس المشهرات وقد ذكرته معها، والصحيح أن علية غنت فيه لحناً من الثقيل الأول بالوسطى.

حكى ذلك إبن المكي عن أبيه وأخبرني به ذكاء عن القاسم بن زرزور. أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثني الحسين بن يحيى الكاتب أبو الجماز قال: حدثني عبيد الله بن العباس الربيعي قال: لما علم من عليه أنها تكنى عن رشا بزينب قالت:

القلب مشتاق إلى ريب ... يا ربما هذا العيب

قد تيمت قلبي فلم أستطع ... إلا البكايا عالم الغيب

خبأت في شعري إسم الذي ... أردته كالخبء في الجيب

قال: وغنت فيه لحناً من طريقة خفيف الرمل الأول فصحفت إسمها في ريب، قال: وكانت لأم جعفر جارية يقال لها طغيان فوشت بعلية إلى رشا وحكت عنها ما لم تقل فقالت علية:

لطغيان خف من ثلاثين حجة ... جديد فلا يبل ولا يتخرق

وكيف بلا خف هو الدهر كله ... على قدميها في الهواء معلق

فأخرقت خفاً ولم تبلِ جورباً ... وأما سراويلاتها فتمزق

قال: وحلف رشا أن لا يشرب النبيذ سنة فقالت:

قد تبت الخاتم في خنصري ... إذ جاءني منك تجنيك

حرمت شرب الراح إذ عفتها ... فلست في شيء أعاصيك

فلو تطوعت لعوضتني ... منه رضاب الريق من فيك

فيازينباً قد أرقت مقلتي ... أمتعني الله بحبيك

غنت فيه علية هزجاً.

أخبرني جحظة ومحمد بن يحيى قالا: حدثنا ميمون بن هرون قال: حدثني الحسين بن إبراهيم بن رياح قال: قال لي محمد بن إسمعيل بن موسى الهادي: كنت عند المعتصم وعنده مخارق وعلوية ومحمد بن الحرث وعقيد فتغنى عقيد وكنت أضرب عليه.

وقال:

نام عذالي ولم أنم ... وأشتفى الواشون من سقمي

وإذا ما قلت ألمٌ ... شك من أهواه في ألمي

فطرب المعتصم وقال: لمن هذا الشعر والغناء فأمسكوا، فقلت لعلية، فعرفت غلطتي وأن القوم أمسكوا عمداً، فقطع بي وتبين حالي فقال: لا ترع يا محمد فإن نصيبك فيها مثل نصيبي.

الغناء لعلية خفيف رمل وقد قال قومٌ أن هذا اللحن للعباس بن أشرس الطنبوري مولى خزاعة وأن الشعر لخالد الكاتب.

أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثني أحمد بن يزيد قال: حدثني أبي قال: كنا عند المنتصر فغناه بنان لحناً من الرمل الثاني وهو خفيف الرمل.

وقيل:

يا ربة المنزل بالبرك ... وربة السلطان والملك

تحرجي بالله قتلنا ... لسنا من الديلم والترك

<<  <   >  >>