الغناء لمعبد خفيف ثقيل أول بالبنصر وفيه رمل للغريض ويقال أنه لحبابة، قال: ومكث جمعة لا يرى حبابة ولا يدعو بها، فلما كان يوم الجمعة قالت لبعض جواريها: إذا خرج أمير المؤمنين إلى الصلاة فأعلميني، فلما أراد الخروج أعلمتها فتلقته والعود في يدها فغنت البيت الأول غطى وجهه وقال: سه لا تفعلي ثم غنت: وما العيش إلا ما تلذ وتشتهي، فعدل إليها وقال: صدقت والله فقبح من لامني فيك، يا غلام مر مسلمة أن يصلي بالناس وأقام معها يشرب وتغنيه واد إلى حبابة، وقال عمر بن شبة في حديثه فقال يزيد صدقت والله فعلى مسلمة لعنه الله وعاود ما كان فيه ثم قال لها من يقول هذا الشعر قالت الأحوص فأحضره ثم أنشده قصيدة مدحت فيها أولها قوله:
يا موقد النار بالعلياء من أضم ... أرقد فقد هجت شوقاً غير منصرم
وهي طويلة فقال له يزيد: إرفع حوائجك فكتب إليه في نحو من أربعين ألف درهم من دين وغيره فأمر له بها، وقال مصعب في خبره بل إستأذن الأحوص على يزيد فأذن في الإنشاد فقال ليس هذا وقتك فلم يزل به حتى أذن له فأنشده هذه الأبيات لما سمها وثب حتى دخل على حبابة وهو يتمثل:
وما العيش إلا ما تلذ وتشتهي ... وإن لام فيه ذو الشنان وفندا
فقالت: ما ردّك يا أمير المؤمنين فقال أبيات أنشدنيها الأحوص فسلي ما شئت قالت: ألف دينار تعطيها الأحوص فأعطاه ألف دينار.
نسبة ما في هذا الخبر من الغناء // قال:
يا موقد النار بالعلياء من أضم ... أوقد فقد هجت شوقاً غير منصرم
يا موقد النار أوقدها فإن لها ... شباً يهيج فؤاد العاشق السدم
الشعر للأحوص والغناء لمعبد خفيف ثقيل أول بالوسطى ن يونس وإسحق وعمرو، وذكر حبش أن يه خفيف ثقيل آخر لإبن جامع.
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني على بن القاسم بن بشري قال: لما غلب يزيد بن عبد الملك أهله وأبى أن يسمع منهم كلموا مولى له خراسانياً ذا قدر عندهم وكانت فيه لكنه فأقبل على يزيد وينهاه عما قد ألح عليه من السماع للغناء والشراب فقال له يزيد أحضرك هذا الأمر الذي تنهي عنه فإن نهيتني بعد ما تبلوه وتحضره إنتهيت وإني نخبر جواري إنك عم من عمومتي فإياك أن تتكلم فيعلمن أني كاذب وإنك لست بعمي. ثم أدخله عليهنّ فغنين والشيخ يسمع ولا يقول شيئاً حتى غنين:
وقد كنت آتيكم بعلة غيركم ... فأفنيت علاتي كيف أقول
فطر الشيخ وقال لأقيف جعلني الله فداكنّ يريد لاكيف فعلمن أنه ليس مه وقمن إليه بعيدانهنّ ليضربنه بها حتى جزهن يزيد عنه ثم قال بعد ما مضى أمرهن ما تقول الآن أدع هذا أم لا، قال لا تدعه.
أخبرني إسماعيل بن يونس قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني ن يزيد بن بحر الخزاعي الأسلمي عن محمد بن سلمة عن أبيه عن جاد الرواية قال: كنت حبابة فائقة في الجمال والحسن وكان يزيد لها عاشقاً فقال لها يوماً: قد إستخلفتك على ما ورد عليّ ونصبت لذلك مولاي فلاناً وأستخلفيه لأقيم عك اياماً وأستمتع بك، قالت فغني قد عزلته فغضب عليها وقال قد إستعملته وتعزلينه وخرج من عندها مغضباً، فلما إرتفع النهار وطال عليه هجرها دعا خصياً له وقال: إنطلق فأنظر أي شيء تصنع حبابة، فأنطلق الخادم ثن أتاه فقال: رأيتها بإزار خلوقيّ قد جعلت له ذنبين وهي تلعب بلعبها، فقال: ويحك، إحتل لها حتى تمر بها عليّ، فأنطلق الخادم إليها فلاعبها ساعة ثم إستلب لعبة من لعبها وخرج فجعلت تحضر في أثره فمرت بيزيد فوثب وهو يقول قد عزلته وهي تقول: قد إستعملته فعزل مولاه وولاه وهو لا يدري، فمكث معها خالياً أياماً حتى دخل عليه أخوه مسلمة فلامه وقال: ضيعت حوائج الناس وأحتجبت عنهم، أترى هذا مستقيماً لك وهي تسمع مقالته فغنت لما خرج: ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا. فذكرت البيات فطرب وقال: قاتلك الله أبيت إلا أن تردينني إليك وعاد إلى ما كان عليه.
أخبرني إسماعيل قال: حدثني عمي قال: حدثني إسحق قال: حدثني الهيثم بن عدي عن صالح إبن حسان قال: قال مسلمة ليزيد: تركت الطهور وشهود الجمعة الجامعة وقدت في منزلك مع هذه الأماه، وبلغ ذلك صبابة وسلامة فقالتا للأحوص: قل في ذلك شعراً فقال:
وما العيش إلا ما تلذ وتشتهي ... وإن لام فيه ذو الشنان وفندا