للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما مات عبد المجيد بن عبد الوهاب خرج إبن مناذر إلى مكة وترك النسك وعاد للمجون والخلع، وقال في هذا المعنى شعراً كثيراً حتى كان إذا مدح أو فخر لم يجعل إفتتاح شعره ومباديه إلا المجون، وحتى قال في مدحه للرشيد:

هل؛ عندكم رخصة عن الحسن البصريّ في العشق وغبن سيرينا

إنّ سفاهاً بذي الجلالة والشيبة أن لا يزال مفتونا

وقال أيضاً في هذا المعنى:

ألا يا قمر المسجد هل عندك تنويل

شفاني منك أن ... نولتني شم وتقبيل

سلا كل فؤادي و ... فؤادي بك مشغول

لقد حملت من حبك ... ما لا يحمل الفيل

أخبرني الحسن بن علي قال: حدثني إبن مهرويه قال: حدثنا العباس بن الفضل الربعي قال: حدثني التوزي قال: قال إبن مناذر ليونس النحوي يعرّض به: أخبرني عن جبل أتنصرف أو لا، وكان يونس النحوي يعرّض به: أخبرني عن جبل أتتصرف أم لا، وكان يونس من أهلها فقال له: قد عرفت ما أردت يا إبن الزانية، فأنصرف إبن مناذر فأعدّ شهوداً يشهدون عليه بذلك وصار إليه وسأله: هل تنصرف جبل، وعلم يونس ما أراد فقال له: الجواب ما سمعته أمس.

أخبرني الحسن قال: حدثنا يعقوب إن إسرائيل قال: حدثني إسحق بن محمد النخعي قال: حدثني إسحق بن عمرو السعدي قال: حدثني الحجاج الصواف وخبرني الحسن بن علي أيضاً قال: حدثني إبن مهرويه قال: حدثني إسحق بن محمد قال حدثني أمية بن أبي مروان قال: حدثني حجاج الصوّاف الأعور قال: خرجت إلى مكة فكان جير أي في الطريق إبن مناذر وكان لي ألفاً وخدناً وصديقاً، فدخلت مكة فسألت عنه فقالوا لا يبرح المسجد، فدخلت المسجد فألتمسته فوجدته بفناء زمزم وعنده أصحاب الأخبار والشعراء يكتبون عنه، فسلمت وأنا أقدّر أن يكون عنده من الشوق إليّ ما عندي، فرفع رأسه فرّد السلام رداً ضعيفاً ثم رجع إلى القوم يحدثهم ولم يحفل بي، فقلت في نفسي أتراه ذهبت معرفتي، فبينا أنا أفكر إذ طلع أبو الصلت بن عبد الوهاب الثقفي من باب ني شيبة داخلاًَ المسجد فرفع رأسه نظر إليه ثم أقبل علي فقال: أتعرف هذا فقلت نعم هذا الذي يقول فيه من قطع الله لسانه:

إذا أنت تعلقت ... بحبل من أبي الصلت

تعلقت بحبل وا ... هن القوة منبت

قال: فتغافل عني وأقبل عليهم ساعة ثم أقبل عليّ فقال: من أي البلاد أنت، قلت من أهل البصرة، قال وأين تنزل منها، قلت بحضرة بني عائش الصوّافين، قال: أتعرف هناك إبن زانية يقال له جاج الصواف، قلت نعم، تركته ... أم إبن زانية يقال له إبن مناذر.

فضحك وقام إليَّ فعانقني.

قال مؤلف هذا الكتاب رحمه الله: ولإبن مناذر هجاء في حجاج الصوّاف على سبيل العبث وهو قوله:

أن إدعاء الحجاج في العرب ... عند ثقيف م أعجب العجب

وهو إبن زانٍ لألف زانية ... وألف علج معلهج الحسب

ولو دعاه داعٍ فقال له ... يا الأم الناس كلهم أجب

إذاً لقال الحجاج لبيك من ... داع دعاني بالحق لا الكذب

ولو دعاه داعٍ لقال له ... من المعلي في الؤم قال أبي

أبوه زان والأم زنية ... بنت زناه مهتوكة الحجب

تقول عجّل ل ... ... أتركه في استي إن شئت أو ركب

من جامعني فيهما فاوسعني ... رهزاً دراكاً أعطيته سلبي

هم حرى الوصال فأبتغوا الحرى ... قضيب حمار أقضي به أربي

أحب ... الحمار وأبأبي ... فيشة ... الحمار وابأبي

إذا رأته قالت فديتك يا ... قرّة عيني ومنتهى طلبي

إذا سمعت النهيق هاج حري ... شوقاً إليه وهاج لي طربي

يأخذني في أسافلي وحري ... مثل إضطرام انار في الحطب

شكت إليَّ نسوة فلن لها ... وهي نادي بالويل والحرب

كفني قليلاً قالت وكيف وبي ... في جوف صدعي كحكمة الجرب

أرى ... الرجال من عصب ... ليت ... الرجال من خشب

خبرني الحسن بن علي قال:

<<  <   >  >>