فما في الهوى شكوى ولو مزّق الحشا ... وعارٌ على العشاق أن يظهروا الشكوى
وما علموا في الحب داء سوى الجوى ... وعندي أسباب الهوى كلها أدوا
مال الدين بن مطروح:
ذكر الحمى فصبا وكان قد أرعوى ... صب على عرش الغرام قد إستوى
تجري مدامعه ويخفق قلبه ... مهما جرى ذكر العتيق مع اللوى
وإذا تالق بارق من بارق ... فهناك ينشر من هواه ما إنطوى
فخذ أحاديث الهوى عن صادق ... ما ضلّ بي شرع الغرام وما غوى
وبمهجتي رشأ أطالت عذلي ... فيه الملام وقد حوى ما قد حوى
قالوا أفيه سوى رشاقة قده ... وفتور عينيه وهل موتي سوى
ما أبصرته لشمس إلا وأكتست ... خجلاً ولا غصن النقا إلا إلتوى
يروي الأراك محاسناً عن وجهه ... يا طيب ما نقل الأراك وما روى
الأمير مجاهد:
ومهفهف عني يميل ولم يمل ... يوماً إليّ فقلت من ألم الجوى
لِمَ لا تميل إليّ يا غصن النقا ... فأجاب كيف وأنت من جهة اللوى
مجنون ليلى:
تذكرت ليلى والسنين الخواليا ... وأيام لم يعدى على الناس عاديا
ويوم كظل الرمح قصرّت ظله ... بليلى والهاني وما كنت لاهيا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة ... إذا جيتكم يا ليل لم أدر ما هيا
خليليّ ألا تبكيان فأرتجي ... خليلاً إذا أجريت دمعي بكى ليا
فما أشرف الإيقاع إلا صبابة ... ولا أنشد الأشعار إلا تداويا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن ألا تلاقيا
لحى الله أقواماً يقولون أننا ... وجدنا طول الدهر للحب شافيا
وله:
خليليّ لا والله لا أملك الذي ... قضى الله في ليلى وما قضى ليا
قضاها لغيري وأبتلاني بحبها ... هلا بشيء غير ليلى إبتلانيا
وخبرتماني أن تيماء منزل ... لليلى إذا ما الصيف القى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنا قد إنقضت ... فما للنوى يرمي بليلى المراميا
فلو كان واشٍ باليمامة داره ... وداري بأعلى حضرموت أتانيا
وقد كنت أعلو حب ليلى فلم يزل ... بي النقص والإبرام حتى علانيا
فيا رب سوء الحب بيني وبينها ... يكون كفافاً لا عليّ ولا لي
فما طلع النجم الذي يهتدى به ... ولا الصبح إلا هيجا ذكرها لي
وله:
فإن تمنعوا وطيب حديثها ... عليّ فلن تحموا عليّ القوافيا
فأشهد عند الله أنني أحبها ... فهذا لها عندي فما عندها لي
وقد لامني اللوّام فيها جهالة ... فليت الهوى باللائمين مكانيا
فما زادني الناهون إلا صبابة ... وما زادني الواشون إلا تماديا
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا ... وبالشوق مني والغرام قضى لي
وله:
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ... قد عشت دهراً لا أعد اللياليا
وأخرج من بين البيوت لعلني ... أحدث عنك النفس بالليل خاليا
تراني إذا صليت يممت نحوها ... بوجهي وإن كان المصلِ ورائيا
ثم قال:
يقولون ليلى أهل بيتي عدوة ... وأفديك يا ليلى نفسي وما لي
يقولون ليلى بالعراق مريضة ... فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
يقولون سوداء الجبين دميمة ... ولولا سواد المسك ما كان غاليا
لعمري لقد أبكيتني يا حمامة العقيق وأبكيت العيون البواكيا
خليليّ ما أرجو من العيش بعدما ... أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا
وتحرم ليلى ثم تزعم أنني ... قتلت لليلى أخوة ومواليا
فلم أرَ مثلينا خليلاً صبابة ... أشد على رغم العداة تصافيا