للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَاء زَمْزَم كَمَا قَالَه فِي شَرحه للهداية للاستقامة والوفاة على حَقِيقَة الْإِسْلَام مَعهَا انْتهى. وَنشر فيهمَا أَيْضا علما جما وَعَاد فِي رَمَضَان سنة سِتِّينَ وَهُوَ متوعك فسر الْمُسلمُونَ بقدومه وَعَكَفَ عَلَيْهِ من شَاءَ الله من طلبته وَغَيرهم أَيَّامًا من الْأُسْبُوع إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ عصره بسبيل المؤمني فِي مشْهد حافل شهده السُّلْطَان فَمن دونه قودم للصَّلَاة عَلَيْهِ قَاضِي مذْهبه ابْن الديري وَكَانَ الشَّيْخ يجله كَمَا أَنه كَانَ يجل شَيخنَا وينقل عَنهُ فِي تصانيفه كشرح الْهِدَايَة ويروي عَنهُ فِي حَيَاته ويفتخر بانتسابه إِلَيْهِ، وَدفن بالقرافة فِي تربة ابْن عَطاء الله وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله رَحمَه الله وإيانا. وَمن كَلِمَاته إِذا صدقت الْمحبَّة ارْتَفَعت شُرُوط التَّكْلِيف وَكَذَا من نظمه أول قصيدة كتبتها عَنهُ:

(إِذا مَا كتبت تهوي خفض عَيْش ... وَأَن ترقى مدراج للكمال)

(فدع ذكر الحميا والمحيا ... وآثار التواصل والمطال)

(وَأَن تهدى بزهر وسط روض ... وأخبار المهاة أَو الغزال)

(وَكن حبسا على مدح المفدى ... رَسُول الله عين ذَوي الْمَعَالِي)

(فَإِن لَدَيْهِ مَا يُرْجَى ويهوى ... جميل الذّكر مَعَ جزل النوال)

وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وشارك فِي فنون وتجرد وسلك ثمَّ ولي تدريس الأشرفية مُدَّة وَتركهَا تنزها عَنْهَا، وَشرح الْهِدَايَة والبديع وَغير ذَلِك انْتهى.

مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ. فِي عبد الْعَزِيز.)

مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن خَلِيل بن غَازِي الْمَقْدِسِي أَبُو مساعد. يَأْتِي فِي الكنى. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سعد بن نَاصِر الدّين بن التَّاج بن الديري الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده. يُقَال أَنه غير مرضِي كتب عَنهُ الْبَدْر فِي مَجْمُوعَة قَوْله:

(ظَبْي من التّرْك فاق حسنا ... وفَاق سَعْدا وفَاق لَبَنًا)

(سَأَلته قبْلَة فأخنى ... فَقلت مَا الْجِنْس قَالَ بسنا)

)

(بسطت إِلَيْكُم أكف الرجا ... ونافى حماكم غَرِيب غَرِيب)

(فبالله ارحموني وَلَا تهجروا ... وجودوا فحال عَجِيب عَجِيب)

مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن شَاكر. فِي الَّذِي قبله. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن صَدَقَة الشَّمْس القوصوني الطَّبِيب ابْن الطَّبِيب الْمَاضِي أَبوهُ وَابْن أُخْت الْجمال بن عبد الْحق. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ فِي الَّتِي تَلِيهَا فَنَشَأَ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره، وتدرب فِي الصِّنَاعَة وتميز فِيهَا وَدَار على المرضى وتنزل فِي الْجِهَات ثمَّ ترقى إِلَى الرياسة وَحمد النَّاس سكونه وأدبه وعقله وَحسن علاجه وَمِمَّنْ نوه بِهِ المظفر الأمشاطي، وَأَنْشَأَ دَارا بِالْقربِ من جَامع الخطيري ثمَّ احْتَاجَ لبيعها وَكَذَا أنشأ بَيْتا بِرَأْس حارة زويلة بِالْقربِ من الخرنفش. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد اللَّطِيف بن عَليّ أَبُو الْفضل السنباطي الْكَاتِب. فِي الكنى. مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن فلاح الْجمال أَبُو الْخَيْر بن التَّاج أبي مُحَمَّد بن الْعَفِيف أبي مُحَمَّد اليافعي الْيَمَانِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه باليافعي. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وعرضها فِي سنة تسع والمنهاج الفرعي وَعرضه فِي سنة ثَلَاث عشرَة، واشتغل يَسِيرا وَسمع على الزينين المراغي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب الطَّبَرِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي)

وَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق وَدخل الديار المصرية والشامية وَبَيت الْمُقَدّس صُحْبَة التقي الفاسي فِي سنة تسع وَعشْرين وَكَذَا دخل الْيمن مرَارًا للاسترزاق وَكَانَ يذكر أَنه سمع بِدِمَشْق والخليل وَلكنه لم يعين المشمع وَلَا المسموع وَقد حدث باليسير.

ولقيته بِمَكَّة فَكتبت عَنهُ وَكَانَ خيرا محسنا متوددا لطيف الْعشْرَة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه اللهز وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله:

(رعى الله أَيَّامًا تقضت بِمَكَّة ... مَعَ الْأَهْل والأوطان والشمل جَامع)

(وَحيا لييلات تقضت برفقة ... وَرَاء مقَام الْمَالِكِي هواجع)

(ترى تجمع الْأَيَّام بيني وَبينهمْ ... وَأصْبح مسترضي من الله قَانِع)

مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله الزبيرِي البنهاوي الشَّافِعِي. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أَنه

<<  <  ج: ص:  >  >>