للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيهَا ظهر بِبَغْدَاد التَّشَيُّع والإعلان بولاء أهل الْبَيْت عَلَيْهِم السَّلَام وَكَانَ أستاذ الدَّار ابْن الصاحب مَعْرُوفا بذلك هُوَ وبيته يَرِثهُ عَن آبَائِهِ وأعلن بالتظاهر بلعنه مُعَاوِيَة وَيزِيد بِحَيْثُ أَن رَضِي الدّين الْقزْوِينِي مدرس النظامية كَانَ إِذا جلس بمدرسة النظامية مجْلِس الْوَعْظ يسؤل عَن ذَلِك فَلَا يرد جَوَابا فَقَامَ إِلَيْهِ رجل فِي بعض الْأَيَّام وَهُوَ يعظ النَّاس وَسَأَلَهُ أَن يلعن يزِيد فَلم يفعل فثار النَّاس عَلَيْهِ فِي الْمجْلس وهموا بقتْله وَقَامَ جمَاعَة من أهل بَغْدَاد وَفِي أَيّدهُم العصى ورجفوا إِلَى الْمِنْبَر واتصل ذَلِك بحاجب الْبَاب ابْن صَدَقَة فأنفذ نَائِبه عطاف بن بختيار وَمَعَهُ جمَاعَة فمنعوا النَّاس من الْفِتْنَة وحملوا الشَّيْخ رَضِي الدّين الْقزْوِينِي الْمدرس إِلَى بَيت من بيُوت الْفُقَهَاء مِمَّا يَلِي خزانَة الْكتب الَّتِي بِالْمَدْرَسَةِ الْمَذْكُورَة وغلقوا عَلَيْهِ الْبَاب ووقف النَّائِب وَالْجَمَاعَة وَالَّذين مَعَه إِلَى أَن جَاءَ اللَّيْل وأخرجوه إِلَى دَاره وسكنت تِلْكَ الغوغاء وَمنع النَّاس من أذيته

ثمَّ تقدم إِلَى رَضِي الدّين الْقزْوِينِي أَن يجلس بِبَاب بدر وَيكون الْخَلِيفَة هُنَاكَ فَجَلَسَ وَكَانَ ذَلِك الْيَوْم يَوْم السبت وَقَامَ إِلَيْهِ جمَاعَة وكلفوه بِأَن يلعن يزِيد بن مُعَاوِيَة وَكَانَ مَعَه وَلَده الملقب بالرفيع فَأَشَارَ إِلَيْهِ بلعن يزِيد فَصرحَ بسبه وَلم يسمع أَبَاهُ شَيْئا وَكَانَ الْموضع فِيهِ جمَاعَة من مماليك الْخَلِيفَة فَلم يقدر أحد من النَّاس أَن يتَعَرَّض بِنَفسِهِ بل سكت النَّاس وَرَأى رَضِي الدّين الْقزْوِينِي أَن هَذِه الْحَال لَا مندوحة لأهل بَغْدَاد عَنْهَا وَأَنه لَا يقدر على الْمقَام دون التظاهر بسب يزِيد وَأَنه مَتى فعل ذَلِك هلك جَمِيع من يتَعَلَّق بِهِ بقزوين وَأخذت أَمْوَاله وأملاكه فمضت عَلَيْهِ أشهر وَطلب الْإِذْن بالمضي إِلَى بَلَده لينْظر أَهله فَاسْتَأْذن لَهُ فِي ذَلِك أستاذ الدَّار ابْن الصاحب فَأذن لَهُ من شدَّة بغضهم لَهُ وأنفذوه فِي رِسَالَة فِي طَرِيقه إِلَى قزل رسْلَان فَمضى وأسرع

<<  <   >  >>