للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصل هَذَا الْأَمر وَمن أَقْوَال رُمَاة البندق أَن بزر جمهر وَزِير كسْرَى أنو شرْوَان كَانَ لَهُ أصل فِي هَذَا الْأَمر وميل عَظِيم لَهُ وتكلف النَّاس ذَلِك وَصَارَ لَهُم فِيهِ قَول مضبوط مَحْفُوظ واحتراز من الْكَذِب فصرع أستاذ الدَّار أَبُو الْفضل بن الصاحب فِي ذَلِك الْمقَام طيرا وَرمى للخليفة وَتَابعه جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَغَيرهم من النَّاس

وفيهَا حضر أَمِير الْمُؤمنِينَ النَّاصِر لدين الله أَمِير الْمُؤمنِينَ صلوَات الله عَلَيْهِ فِي بُسْتَان تَاج الدّين بن رَئِيس الرؤساء الَّذِي هُوَ ملاصق للبيمارستان العضدي فَاسْتَحْسَنَهُ فَتقدم إِلَى أستاذ الدَّار بِأَن يَشْتَرِيهِ من أَوْلَاد تَاج الدّين فنفذ أستاذ الدَّار إِلَيْهِم وعرفهم الْحَال وأحضر إِلَيْهِم الشُّهُود وَاشْترى مِنْهُم الْموضع بثلاثمائة دِينَار فَكَانَ أَوْلَاد تَاج الدّين يرَوْنَ هَذِه الْوَاقِعَة أَنَّهَا من أستاذ الدَّار وَكَانَ فِي الْموضع دَار مستحسنة فَأمر الْخَلِيفَة بهدمها وَأمر بعمارة دَار أحسن مِنْهَا فعمرت على أحسن مَا تكون من الْعِمَارَة

وَكَانَ الْخَلِيفَة يخرج بعض الْأَوْقَات إِلَى ذَلِك الْبُسْتَان للتفرج والتنزه لِأَن الْموضع كَانَ على شاطئ دجلة

وفيهَا توفيت أم أبي الْفضل بن الصاحب أستاذ الدَّار العزيزة وَكَانَ يَوْم مَوتهَا يَوْمًا مشهودا وَحضر لموتها جَمِيع أَرْبَاب الدولة وَأَرَادَ أَن يُخرجهَا أستاذ الدَّار لَيْلًا فَلم يُمكن من ذَلِك وَأمر بإخراجها نَهَارا وبرز

<<  <   >  >>