الْإِذْن بالتقدم إِلَى أَرْبَاب الدولة بِحُضُور جنازتها والمضي خلفهَا فَحَضَرَ جَمِيع أَرْبَاب الدولة وأكابر بَغْدَاد وَنفذ ابْن البُخَارِيّ نَائِب الوزارة وَسَأَلَ أَن يُؤذن لَهُ بالحضور فَلم يُؤذن لَهُ فِي ذَلِك وَحضر جَمِيع الْأُمَرَاء والمماليك الْخَواص وَحضر جمَاعَة الْقُرَّاء إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَصلى عَلَيْهَا الشَّيْخ أَبُو طَالب بن الْخلّ وَجَمِيع من فِي الدَّار وَأَرَادُوا أَن يخرجُوا التابوت من الدَّار فَلم يقدروا على إِخْرَاجه من كبره فنقض حَائِط الإيوان مِمَّا يَلِي الْبَاب وَأخرج مِنْهُ التابوت وَركب أستاذ الدَّار وأرباب الدولة مشَاة بَين يَدَيْهِ وَجَمِيع النَّاس
وَكَانَ فِي ركابه حُدُود من خَمْسمِائَة سيف مَشْهُورَة إِلَى أَن أشرف على دجلة فَنزل فِي سمارية خَفِيفَة وَعَلَيْهَا قبَّة سَوْدَاء ومشدة فِي رَأس الْقبَّة وَركب بعض النَّاس فِي السفن وَبَعْضهمْ على الطَّرِيق وَكَانَ يَوْمًا لم يذكر لأحد بِمثلِهِ فَسَارُوا فِي دجلة إِلَى مشرعة مشْهد بَاب التِّبْن وَهُوَ مشْهد مُوسَى بن جَعْفَر على ساكنه أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام ومشي ومشي النَّاس بَين يَدي أستاذ الدَّار من مشرعة المشهد إِلَى الحفرة وَكَانَ شمس الدّين الركاب سلار بَين يَدَيْهِ قَابِضا على عنان المركوب ثمَّ حملت الْجِنَازَة إِلَى قبر مُوسَى بن جَعْفَر ودفنت فِي الحضرة
وَكَانَ الْخَلِيفَة هُوَ وَجَمَاعَة من المماليك الْخَاص فِي دَار للشرابي مشرفة على شاطئ دجلة وَكَانَ عِنْد مدرسة السُّلْطَان مَسْعُود يُشَاهد تِلْكَ الْأَحْوَال سائرها وَرجع أستاذ الدَّار إِلَى دَار الْخلَافَة وَأمر النَّاس أَن لَا يَأْتِي مِنْهُم أحد للعزاء
وَلما رَجَعَ أستاذ الدَّار إِلَى منزله أرسل إِلَيْهِ الْخَلِيفَة بأطباق من طَعَام
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute