للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَانِع هُوَ الَّذِي يمْنَع أَسبَاب الْهَلَاك وَالنُّقْصَان فِي الْأَبدَان والأديان بِمَا يخلقه من الْأَسْبَاب الْمعدة للْحِفْظ وَقد يكون من الْمَنْع والحرمان لمن لَا يسْتَحق الْعَطاء لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا مَانع لما أَعْطَيْت وَلَا معطي لما منعت) فَمَنعه سُبْحَانَهُ حِكْمَة وعطاؤه جود وَرَحْمَة

الضار النافع الْكَلَام فِي الْجَمِيع بَينهمَا كَمَا تقدم فِي الْقَابِض والباسط وَنَحْوهمَا لِأَن فِي اجْتِمَاعهمَا وَصفا لَهُ سُبْحَانَهُ بِالْقُدْرَةِ على نفع من شَاءَ وضر من شَاءَ فَهُوَ مرجو مخوف ولتضمنهما أَن الْخَيْر وَالشَّر بِقدر الله

النُّور هُوَ الظَّاهِر الَّذِي بِهِ كل ظُهُور فبنوره يبصر ذُو العماية وبهدايته يرشد ذُو الغواية

البديع هُوَ الَّذِي فطر الْخلق مبتدعا لَهُ لَا على مِثَال سبق

الرشيد هُوَ الَّذِي تنساق الموجودات بتدبيره وإرشاده إِلَى غاياتها على سنَن الرشاد

الصبور هُوَ الَّذِي لَا يعاجل العصاة بالانتقام مِنْهُم بل يُؤَخر ذَلِك إِلَى أجل مُسَمّى ويمهلهم لوقت مَعْلُوم فَمَعْنَى الصبور قريب من معنى الْحَلِيم إِلَّا أَن الْفرق بَينهمَا أَن الْعقُوبَة لَا تؤمن فِي صفة الصبور كَمَا يُؤمن مِنْهَا فِي صفة الْحَلِيم وَالله أعلم

<<  <   >  >>