للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الى مسالك الْعِزّ والغنى بِاللَّه لِأَنَّك تعلم انه لَا مَانع وَلَا معطي وَلَا ضار وَلَا نَافِع الا الله وَحده

وَلَا ترغب عَن الله بجهلك فتخضع لمن دونه عِنْد تخويف الشَّيْطَان فيستولي عَلَيْك عِنْد ذَلِك اولا تسمع قَوْله {الشَّيْطَان يَعدكُم الْفقر ويأمركم بالفحشاء وَالله يَعدكُم مغْفرَة مِنْهُ وفضلا}

فَمَا يَضرك من مواعيد الشَّيْطَان مَعَ ضَمَان الرَّحْمَن

وَاعْلَم انك لَا تكون متوكلا على الله تَعَالَى حَتَّى تسلك منهاج الْمُضِيّ اليه على السّكُون والاطمئنانية الى الله وَحَتَّى تعبد الله رَاضِيا بِمَا صيرك اليه لانك لَا تعرف غَيره

فأذا صرت الى هَذِه الْمنزلَة غلبت على قَلْبك عَظمَة الله وجلاله واحتقرت دءوب الْمَلَائِكَة الَّذين لَا يفترون لَان الْخلق كلهم مقصرون عَن حَقه عَلَيْهِم جلّ جَلَاله

وَاعْلَم ان الله سُبْحَانَهُ خص المتوكلين عَلَيْهِ بمنازل السَّلامَة وحجب عَنْهُم كل ندامة فهم ينظرُونَ الى الله فِيمَا يأملون

قد حجب قُلُوبهم عَمَّا سواهُ لما يرجون من احسانه واستغنوا بِذكرِهِ عَن ذكر غَيره

وَاعْلَم انك لَا تكون متوكلا حَتَّى تصفو من كل ملك لنَفسك مَعَ ملك

<<  <   >  >>