للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسس الماركسية اللينينية, مما انهارت معه بعض أسس تلك الفلسفة أمام حقائق العلم الحديث, وأخيرًا منها ما قال به الفليسوف الفرنسيّ روجيه جارودي في سنة ١٩٦٦م في كتابه "التحول الكبير في الاشتراكية".

والذي عرب تحت اسم: "ماركسية القرن العشرين"١.

وبه بعدت الماركسية كثيرًا من أساسها, وغضب لذلك أنصارها, فأخرجوه من الحزب سنة ١٩٦٩, بعد أن كان يحتل مركز عضو المكتب السياسيّ, وفيلسوف الحزب الشيوعيّ الفرنسيّ، وأعقب ذلك رفض الحزب الشيوعيّ الفرنسيّ لدكتاتورية البروليتاريا، وتبعه في ذلك الحزب الشيوعيّ الإيطاليّ.

وفي الصفحات التي تلى, نحاول -بمشيئة الله- في بحث, أن نعرض للمبدأ في أساسه٢، ثم نحاول أن نعرض في مبحث ثانٍ نظرتهم إلى الدين قديمًا وحديثًا؛ ليحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون, وسوف نلتزم الموضوعية في عرضنا للمبدأ, ومناقشتنا له -إن شاء الله.


١ مشار إليه "ماركسية القرن العشرين", ترجمة لكتاب جارودي "التحول الكبير في الاشتراكية" الطبعة الثالثة سنة ١٩٧٢, تعريب نزيه حكيم.
٢ بالنسبة للتفسير الماديّ للتاريخ, تراجعت عنه الماركسية فيما قرره فردريك انجلز من خطئه, وصاحبه في تقديم العامل الماديّ على غيره من العوامل, وحسبنا منهم ذلك, وبالنسبة للماركسية كنظامٍ, فإن مكان دراستها كنظامٍ اقتصاديٍّ -علم الاقتصاد, وكنظام سياسيّ -علم السياسة, وكنظام اجتماعيّ -علم الاجتماع, بيد أننا كما أشرنا بهدم الأساس يتهدم -باذن الله- بقية البناء, والله غالب على أمره, راجع لنا عرضًا سريعًا تحت عنوان: "فتنة الماركسية" في كتاب "شريعة الله حاكمة ليس بالحدود وحدها".

<<  <   >  >>