وقد أشرنا -في معرض الحديث عن الاتجاهات القاصرة- إلى أن عقيدة الإسلام متمثلة في الكلمة الطيبة: لا إله إلّا الله, وهي بهذا -كما أشرنا- تتمضن نفيًا ثم إثباتًا.
نفيًا يقتضي إسقاط كل صفات الألوهية والربوبية عن سوى الله -سبحانه وتعالى- من طواغيت؛ بشرًا كانت أو حجرًا..
ولا نحسب الإنسانية -بعد أن شبت عن طفولتها- تَرْتَدُّ مرةً أخرى إلى جاهليتها الأولى؛ لتعطي بعض صفات الألوهية أو الربوبية لوثنٍ أو صنمٍ, لكنها لا تزال -حتى اليوم- تتردَّى في إعطاء بعض هذه الصفات للبشر؛ فتعترف لهم بحق وضع "منهاج الحياة".
كما اعترف الماركسيون بهذا الحق لماركس ومَنْ جاء بعده.