للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: الإنسان كله:

أشرنا من قبل إلى أنه إذا كانت حضارات القرن العشرين, أو بالأصح, جاهلياته, قد لجأت إلى الآلة, وإلى المصنع, وجعلت الإنسان في الدرجة الثانية, فإن حضارة الإسلام تجعل الإنسان في الدرجة الأولى, صانعًا لها, ثم هدفًا لها, والإنسان بلا شكٍّ, هو أكرم المخلوقات في هذا الوجود.

ومن ثَمَّ كانت حضارة الإسلام باعتبار الإنسان صانعًا لها, ثم هدفًا لها, أكرم حضارة في الوجود, وقضية تكريم الإنسان وتفضيله على غيره من المخلوقات قد تبدو قضية بديهية، بالنسبة لعصرنا, لكنه قد أتى حين من الدهرلم يكن فيه الإنسان شيئًا مذكورًا.

حتى لقد استعبد في فترةٍ, وخضع للبيع والشراء في سوق النخاسة.

<<  <   >  >>