للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: نشر القومية في مواجهة الخلافة

كانت اليد الخفية التي تعمل على تقويض الخلافة ببث فكرة فصل الدين عن الدولة, تعمل من ناحية أخرى عن طريق القومية.

إثارة القومية الطورانية داخل دولة الخلافة -تركيا.

وإثارة القومية العربية داخل الولايات المتحدة التابعة للخلافة.

والأولى تعهدها حزب الاتحاد والترقي, وحزب تركيا للفتاة.

والثانية انزلق إليها الشريف حسين, ظَنًّا منه أنها الوجه الآخر للإسلام١ واعتقادًا منه في حسن نوايا الجاسوس "لورانس" ومن ورائه ماكماهون, حتى انتهى الأمر إلى أن تحارب جيوش القومية العربية جيوش الخلافة الإسلامية, تعضدها الجيوش الإنجليزية التي سارت تحت راية فيصل بن الشريف الحسين؛ لتخرج سوريا لاستقبالها استقبال الفاتحين.


١ بدأت الدعوة إلى القومية العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتألفت في بيروت جمعية سرية لهذا الغرض, في سنة ١٢٩٢هـ-١٨٧٥م, راجع تفصيلًا لذلك, بحثًا طيبًا: من عوامل ضعف المسلمين, للأستاذ سميح عاطف الزين, دار الكتاب اللبناني.
ونحن نحسن الظن بالشريف حسين على ما يبدو من رسائله المتبادلة بينه وبين الإنجليز, لكن يبقى حسابه على الله, فيظل قول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ} [الممتحنة١] وكيف نسي الشريف ما فعلته انجلترا بالمسلمين, تعست كراسيّ الحكم التي تنسي المسلم دينه وشرفه وكرامته..

<<  <   >  >>