للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع: ما يفعل بنا الصليبيون]

[مدخل]

...

[المبحث الرابع: ما يفعل بنا الصليبيون]

لسنا نثير أحقادًا..

فنحن على استعداد أن نعاملهم بما أمرنا به القرآن إن كفوا عن قتالنا، وتشريدنا وإخراجنا من ديارنا {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} ١ فإن لم يكفوا عن قتالنا وقتلنا، وعن إخراجنا وتشريدنا.. فهم الذين يثيرون الأحقاد، وهم الذين يظلمون {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} ٢.

ولن نأتي من القديم لنذكر قومنا بما فعلوه يوم دخلوا بيت المقدس؛ فذبحوا فيه سبعين ألفًا من المسلمين, حتى غاصت الخيل إلى صدورها في دماء المسلمين٣.

ولا بما فعلوه في الجزائر, حين قتلوا مليون شهيد..

ولا بما يثيرون من أحقادٍ حين يحفظون جندهم: "أنا ذاهب إلى طرابلس فرحًا مسرورًا؛ لأبذل دمي لسحق الأمة المعلونة، لأحارب الدولة الإسلامية التي تجيز البنات الأبكار للسطان!! سأقاتل بكل قوتي لأمحو القرآن"٤.


١ الممتحنة: ٨، ٩.
٢ الشعراء: ٢٢٧.
٣ حاضر العالم الإسلاميّ, الكاتب الأمريكي ستودارد ص٢٠٨, وحضارة العرب للكاتب الفرنسي فوستاف لوبون ص٣٢٦-٣٣٠.
٤ نشرت هذا النشيد مجلة "الرابطة الشرقية" السنة الثالثة, العدد الثاني, ٢٥ جمادى سنة ١٣٤٩, وقد تقدم في مبحث التبشير ص٣٣.

<<  <   >  >>