للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكنها في الواقع إذ تطور نفسها, تكاد تنسلخ من أصلها لتصير شيئًا جديدًا, يمكن أن ينسب إلى شيء آخر سوى ماركس١.

وبعد: هل المادة هي الطاقة؟ أم صورة منها؟

وهل الحرارة والكهرباء آخر مراحل المادة؟ وأين يذهبان حين يختفيان مع الأثير؟؟ وما هو الأثير؟

أنه ليس بالشيء المادي, وإن لم يعرف بعد ما هو, لا يزال العلم يضيف كل يوم جديدًا, ولا تزال محنة الماركسية قائمةً ما استمسكت بقيام الكون على أساس من المادة, والمادة فقط٢.

وهل المادة هي ما يحس فحسب، وقد أثبت العلم أن ما تقع عليه الحواس من المواد يمثل ٧% وما لا تقع عليه الحواس ٩٣% ٣.

ولا تزال محنة الماركسية قائمةً وهي عاجزة عن أن تجيب.

{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ، أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ} ٤.


١ ينقل الفيلسوف الفرنسيّ اندريه جارودي, عن فردريك انجلز قوله على المادية بالضرورة أن تكتسب صورة جديدة, مع كل اكتشاف هامٍّ بادي الأثر في تاريخ العلوم.
ثم يتساءل: هل حقق الماركسيون برنامج انجلز؟
ويجيب: لقد فعلوا ذلك مرة واحدة عام ١٩٠٨ بكتاب لينين المادية, والتجاريبية النقدية؛ حيث قضى ثلاث سنوات من عمره يدرس أهم كتب الفيزياء المعاصرة "التحول الكبير في الاشتراكية".
٢ راجع عرضًا جميلًا للأستاذين: عبد الحليم خفاجي، يوسف كمال محمد, الأول في كتابه القَيِّمِ "حوار مع الشيوعيين" والثاني في بحثه القيم "مستقبل الحضارة بين العلمانية والشيوعية والإسلام".
٣ من بحثٍ لوحيد الدين خان, مُقَدَّمٌ إلى مؤتمر الفقه الإسلاميّ بالرياض في ذي القعدة ١٣٩٦هـ.
٤ الطور ٢٥، ٢٦.

<<  <   >  >>