ستكون حرية عقائدكم وعاداتكم، وحرية نظمكم القومية, ومنظماتكم الثقافية, مكفولة لكم منذ اليوم, لا يطغى عليها ولا يعتدي عليها معتدٍ..
هبوا إذن فابنوا حياتكم القومية كيف شئتم، فأنتم أحرار لا يحول بينكم وبين ما تشتهون حائل.. إلى أن قال البيان:
لنتقدم سويًّا في عزم وصلابة نحو سلم عادل ديمقراطيّ, إن رايتنا تحمل معها الحرية للشعوب المظلومة في أرجاء العالم.
أيها المسلمون في روسيا, أيها المسلمون في الشرق, إننا ونحن نسير في الطريق الذي يؤدي بالعالم إلى بعث جديدٍ, نتطلع إليكم لنلتمس عندكم العطف والعون, واستجابت البلاد الإسلامية, وأعلنت استقلالها عن الحكم الروسي القديم.
فهل تركها الحكم الذي يحمل الحرية للشعوب المظلومة في أرجاء العالم؟.
في أبريل سنة ١٩١٨, أي: بعد أربعة شهور من البيان السابق, أصدر لينين أمرًا بالزحف على البلاد الإسلامية, وسارت الجيوش الروسية بالدبابات والطائرات والمدافع تدمر وتحصد ما في طريقها, وفي نهاية العام تَمَّ لها الاستيلاء على جمهورية إيديل أورال, وشمال القوقاز، وحكومة خوقند، وتأخر استيلاؤها على شبه جزيرة القرم؛ لعنف المقاومة فيها.
وفي سنة ١٩١٩ تَمَّ الاستيلاء على جمهورية الأش أوردو, وفي أبريل سنة ١٩٢٠ انتهت من احتلال القرم، واستأنف الهجوم على جمهورية أذربيجان, واستطاعت إخضاعها.
وفي نهاية سنة ١٩٢٠ استولت على جمهورية خيوة, بعد أن ظلت تدافع دفاع المستميت..