للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للنساء الصائمات في الشقق والنوادي، ولم يكن المؤمنات يرفضن الإفطار في مثل هذه الأحوال, وبذلك كن يخطون الخطوة الأولى في سبيل الانعتاق من الدين.

ومن الأمور التي لها أهمية في نشر الإلحاد بين النساء, تكوين رأي عامٍّ ضد الحجاب, وضد تزويج صغار السن من البنات، وضد المعاملة المهينة للمرأة، ففي كولخوزالاتو في جمهورية كيرغيزيا, يتحدث الملحدون إلى الرجال أمام الزوار الآخرين, قبل بداية أي اجتماع, أو عرض سينمائيّ, يقولون لهم: على سبيل المثال يا حسن, قل للناس لماذا أتيت إلى الحفل بدون زوجتك, وأنت ياموزا أيضًا, بَيِّنْ للناس لم فعلت ذلك؟؟ وهنا كان بعض الرجال يصمتون, ولكن كثيرًا منهم كانوا يخرجون, ثم يعودون ومعهم زوجاتهم, وهكذا استطاع الملحدون أن يجعلوا كل الرجال يحضرون إلى أماكن الاجتماعات العامة ومعهم زوجاتهم.

وربما كان عميق الإيمان من المسلمين أكثر عزوفًا عن حضور الأمسيات والمحاضرات والمحادثات الإلحادية من أتباع أيِّ نظام دينيٍّ آخر, ذلك أن القرآن يستنكر تناول الدين بالنقد؛ لذلك كانت المناقشات المضادة للدين, والكلمات العامة عنه لا تجدي نفعًا، ذلك أن أيَّ طعن على الإسلام يعتبر إهانةً صارخةً لإنسان رضع من لبن أمه التصورات الدينية التي يشاركه إياها أجداده وأجداد أجداده, وفي مثل هذه الأحوال نجد مثل هذا الإنسان إما أن ينغلق على نفسه, وإما أن يعبئ كل إرادته وعقله من أجل المقاومة, ولكنه لن يميل إلى قبول حديث عن الإلحاد, فليس سهلًا على الإنسان أن يتخلى عن العقيدة التي نشأ عليها.

لهذا كله لا يمس الدعاة المجربون الدين مسًّا مباشرًا في محادثاتهم أثناء ممارستهم نشر الإلحاد بين أفراد المؤمنين, ولكنهم بعد أن يمهدووا بإثارة فضول المؤمن, يتحولون إلى نقد الدين, وها هو ذا مثال نسوقه للمعلمة ب. وليفا من كولخوز "أكتوبر" في ضواحي سمرقند؛ ففي المنزل عندما تجري هذه المعلمة محادثات مع المتدينات حين يفدن عليها كل مساءٍ لشرب الشاي والاسترواح, وذلك دون أن تشعر أيًّا من المشتركات في الحديث أنها دعو ة لكي تنبذ دينها, ويدور الحوار في يسر, وبلا تكلُّفٍ عن أحداث العالم, وأنباء الكولوخوز, لكن ربة المنزل هي التي تحدد لون الحديث, ثم توجه الكلام تدريجيًّا ودون أن تلحظ الأخريات إلى الموضوع

<<  <   >  >>