للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلينظر الذين يقولون: "أنا مسلم العقيدة, ماركسيّ المذهب".

فإن العقيدة لا تصح حتى يسقط كل طاغوتٍ يعطيه الإنسان بعض حق الله {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} ١ ولذا, كان النفي في شهادة التوحيد سابقًا على الإثبات: لا إله إلّا الله!

العقيدة الصحيحة:

والعقيدة الصحيحة ليست قاصرةً على نطق اللسان: لا إله إلّا الله, محمد رسول الله, إنها قبل ذلك علم القلب وعمله, وهي ليست قاصرةً بعد ذلك على عمل الجوارح, إنها إن اقتصرت على الأولى: شهادة اللسان, وانتفت الثانية, كانت نفاقًا, وإن اقتصرت على الثانية دون الأولى, كانت كفرًا, وإن اقتصرت على الأولى والثانية دون الثالثة, كانت فسقًا, ثم إنها ليست قاصرةً على جانب من صفات الله دون الجانب الآخر, إنها كما تشمل الاعتقاد بأن الله خالق, تشمل كذلك الاعتقاد بأنه رزاق, تشمل كذلك الاعتقاد بأنه: حكم أو حاكم..

والإخلال في جانب من هذه, كالإخلال بالجانب الآخر, سواءً بسواء٢.


١ البقرة ٢٥٦.
٢ تفصيلًا لذلك.. بحثًا مفصلًا "الإيمان الحق: شهادة وعقيدة وعبادة" الدكتور على جريشة, دار الشروق, الطبقة الأولى, سبتمبر سنة ١٩٧٥م, والمراجع المشار إليها في هذا البحث.

<<  <   >  >>