للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تدين بالنصرانية، وممن عدّهم نصارى من الشعراء, الأخنس بن شهاب, وامرؤ القيس، وأمية بن أبي الصلت, والسموأل.

وهكذا جرت بحوث المستشرقين وراء بثِّ الشبهات حول القرآن الكريم ولغته, والحديث الشريف والتشريع الإسلاميّ, ولا يتسع المقام للتوسع في ضرب الإمثال١.

المستشرقون المعتدلون:

لا نكران أن طائفةً من المستشرقين اتسموا بالاعتدال والإنصاف، على تفاوتٍ فيما بينهم، فمنهم من أخطأ وأصاب, ومنهم من انتهى به البحث الحرِّ النزيه إلى الإيمان والإسلام، ويعتبر من الفريق الأول: "رينان" الذي انتهى به بحثه عن المسيح -عليه السلام- إلى إثبات أنه لم يكن إلهًا, ولا ابن إله، وإنما هو إنسانٌ يمتاز بالخلق السامي والروح الكريمة، وأن السير العربية للنبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- كسيرة ابن هشام, لها ميزةٌ تاريخيةٌ أكبر من الأناجيل المتداولة بين النصارى.

ومنهم: "كارلايل" الذي عَدَّ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- في الأبطال, وخَصَّهُ بصفحات كثيرة من كتابه "الأبطال" يقول فيه: "من العار أن يصغي أيّ إنسان متمدين من أبناء هذا الجيل إلى وهم القائلين: أن دين الإسلام كذب، وأن محمدًا لم يكن على حقٍّ، فالرسالة التي دعا إليها هذا النبيّ ظلت سراجًا منيرًا أربعة عشر قرنًا من الزمان, لملايين كثيرة من الناس، وما الرسالة التي أداها محمد -صلى الله عليه وسلم- إلّا الصدق والحق، وما كلمته إلّا صوت حقٍّ صادقٍ صادرٍ من العالم المجهول، وما هو إلّا شبهات أضاء العالم أجمع، ذلك أمر الله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

ومنهم: "تولستون" أكبر كتاب روسيا، فإنه لما رأى الحملة الظالمة على الإسلام ورسوله, كتب رأيه معربًا عن الإعجاب بالإسلام، وتحدَّث عن المسيحية، فأنكر على المسيحيين اعتقادهم بألوهية المسيح، وخلص إلى أن بولس لم يفهم تعليم المسيح, بل طمسها، والكنيسة زادت تعاليم المسيح في العقيدة غموضًا, ويقول: أن المسيحيين


١ راجع: "دفاع عن العقيدة" للشيخ محمد الغزالي، "الإسلام في وجه التغريب: مخططات الاستشراق والتبشير" للأستاذ أنور مجدي.

<<  <   >  >>